أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيطرح ملف الاعتداءات الإسرائيلية في غزة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، واصفاً ما يحدث هناك بـ “المجازر”. كما أوضح أن تركيا ستواصل الضغط من أجل تحرك دولي عاجل يوقف التصعيد الإنساني في القطاع.
إبراز موقف تركيا من فلسطين
شدد أردوغان على أن توسيع دائرة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يمثل خطوة أساسية نحو تسريع الحل القائم على أساس الدولتين. واعتبر أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وسياسية في دعم حقوق الفلسطينيين، مؤكداً أن أنقرة ستدفع بهذا الملف بقوة في كلمته أمام الأمم المتحدة. كما أشار إلى أن تركيا كثفت إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكداً استعدادها لزيادة الدعم عبر قنوات الأمم المتحدة أو بشكل مباشر.
مناقشة التعاون مع الولايات المتحدة
أعلن أردوغان أنه سيبحث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملفات التعاون في مجالات التجارة وصناعة الدفاع. وتشير التوقعات إلى مناقشة صفقات عسكرية تشمل مقاتلات F-16 وطائرات بوينغ، إلى جانب التعاون في مشاريع الصناعات الدفاعية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه أنقرة لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية، وسط خلافات سابقة مع واشنطن حول ملف المقاتلين الأكراد في سوريا ونظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400.
لقاء مرتقب مع الرئيس السوري
كشف أردوغان أنه سيلتقي بالرئيس السوري أحمد الشرع خلال الزيارة، في خطوة غير مسبوقة منذ سنوات. ومن المتوقع أن يتناول اللقاء ملفات الأمن الحدودي، عودة اللاجئين السوريين، إعادة الإعمار، وإمكانية إعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق بعد مرحلة طويلة من القطيعة.
البعد الدولي للزيارة
تزامن مشاركة أردوغان مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة يمنحه فرصة للقاء قادة دوليين آخرين، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية المعنية بالقضية الفلسطينية. وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه الساحة الدولية نقاشات متصاعدة حول مبادرات مثل وقف إطلاق النار في غزة وتوسيع دائرة الاعتراف بدولة فلسطين من قبل دول أوروبية كبريطانيا والبرتغال.
الانعكاسات الإقليمية والدولية
تسعى تركيا من خلال هذه التحركات إلى تعزيز موقعها كوسيط إقليمي قادر على لعب دور محوري بين الشرق والغرب. ويرى مراقبون أن نجاح أردوغان في طرح قضية فلسطين بقوة أمام الأمم المتحدة قد يزيد الضغوط الدولية على إسرائيل، ويمنح تركيا ثقلاً إضافياً في المشهد الدبلوماسي. كما أن فتح قنوات مباشرة مع سوريا قد يسهم في تغيير معادلات معقدة في المنطقة، خاصة مع ارتباط ذلك بملف اللاجئين والحدود.
تعكس زيارة أردوغان إلى نيويورك أهمية الدور التركي في القضايا الإقليمية والدولية، حيث يحاول الجمع بين الدفاع عن فلسطين، وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وفتح صفحة جديدة مع سوريا. وتؤكد هذه التحركات أن أنقرة تعمل على ترسيخ موقعها كلاعب رئيسي في معادلة الشرق الأوسط، في وقت يشهد تصعيداً في غزة وضغوطاً متزايدة لإيجاد حل عادل يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة.