تستعد بريطانيا لإعلان اعترافها بدولة فلسطين مساء الأحد، في خطوة وُصفت بأنها رمزية لكنها مؤثرة، رغم معارضة واضحة من الولايات المتحدة. ويأتي القرار بعد تقييم الحكومة البريطانية بأن إسرائيل لم تلتزم بالشروط التي وضعتها لندن والمتعلقة بوقف الحرب في غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
بريطانيا تسعى لتعزيز الضغط الدبلوماسي
تهدف الخطوة البريطانية إلى زيادة الضغط الدولي من أجل إنهاء الصراع في غزة، وفتح الطريق أمام عملية سلام طويلة الأمد تضمن حل الدولتين. وقال نائب رئيس الوزراء ديفيد لامي إن الاعتراف المرتقب لا يعني قيام الدولة الفلسطينية فوراً، لكنه يمثل إشارة سياسية للحفاظ على الأمل في حل سلمي.
تصريحات ستارمر وتحدي الضغوط الداخلية
رئيس الوزراء كير ستارمر أكد في يوليو أن بريطانيا ستتخذ هذه الخطوة ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار والسماح بدخول مساعدات الأمم المتحدة، إلى جانب خطوات أخرى نحو السلام. وقد جاء القرار أيضاً استجابة لضغوط كبيرة داخل حزب العمال الحاكم، الذي يرى أن الاعتراف خطوة ضرورية لدفع المفاوضات.
السياق الدولي والدعم الأوروبي
يأتي الإعلان قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، حيث تستعد دول مثل فرنسا وأستراليا وكندا لاتخاذ خطوات مشابهة. كما يحمل الاعتراف البريطاني أهمية خاصة، إذ انضمت أكثر من 140 دولة إلى الاعتراف بالفعل، لكن موقف لندن وباريس يعتبر محوريًا بحكم عضويتهما في مجلس الأمن ومجموعة السبع.
التوتر مع الولايات المتحدة وإسرائيل
جاء القرار بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى لندن، حيث أبدى رفضه العلني لهذه الخطوة، واعتبرها مكافأة لحركة حماس. من جانبها، هاجمت الحكومة الإسرائيلية القرار، مؤكدة رفضها لأي مسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية في الوقت الراهن، بينما شدد ستارمر على أن حماس لن يكون لها أي دور في حكم الفلسطينيين مستقبلاً.
الجذور التاريخية والمسؤولية البريطانية
تلعب بريطانيا دوراً تاريخياً في القضية الفلسطينية منذ الحرب العالمية الأولى، عندما كانت القوة المنتدبة على فلسطين وصاحبة وعد بلفور 1917 الذي مهّد لإقامة وطن قومي لليهود. لكن الجزء الآخر من الإعلان الذي نص على حماية حقوق الفلسطينيين المدنية والدينية لم ينفذ، وهو ما وصفه ديفيد لامي سابقاً بأنه “ظلم تاريخي ما زال مستمراً”.
المخاوف من ضياع حل الدولتين
تزايدت المخاوف البريطانية والدولية من استحالة تطبيق حل الدولتين، ليس فقط بسبب الدمار الكبير في غزة وتشريد سكانها خلال ما يقارب عامين من الحرب، ولكن أيضاً بسبب التوسع الإسرائيلي المكثف في المستوطنات بالضفة الغربية، والتي يعتبرها المجتمع الدولي غير شرعية.