أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستلتزم بقيود الأسلحة النووية لعام آخر، حتى بعد انتهاء آخر اتفاق نووي قائم مع الولايات المتحدة في فبراير المقبل. وأوضح أن إنهاء معاهدة نيو ستارت الموقعة عام 2010 سيؤدي إلى عواقب سلبية على الاستقرار العالمي، داعيًا واشنطن إلى اتخاذ خطوة مماثلة.
شرح معاهدة نيو ستارت وأهميتها
تحدد معاهدة نيو ستارت، التي وقعها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ونظيره الروسي دميتري مدفيديف، سقفًا لا يتجاوز 1550 رأسًا نوويًا و700 صاروخًا وقاذفة استراتيجية لكل طرف. كما تنص على آليات تفتيش ميدانية لضمان الالتزام، لكنها توقفت منذ عام 2020 بسبب جائحة كورونا وتصاعد التوترات بين واشنطن وموسكو.
موقف روسيا من المعاهدة بعد 2023
في فبراير 2023، أعلن بوتين تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة، مبررًا ذلك برفض السماح بعمليات تفتيش أميركية في ظل دعم واشنطن وحلف الناتو لأوكرانيا. ومع ذلك، شددت موسكو على أنها لم تنسحب بالكامل وستواصل احترام الحدود المفروضة على الترسانة النووية.
عرض روسي مشروط للتمديد
خلال سبتمبر 2025، شدد بوتين على أن التمديد سيكون مشروطًا بالتزام الولايات المتحدة بالخطوة نفسها، وأن لا تتخذ واشنطن أي إجراءات تهدد التوازن الاستراتيجي. وأكد أن التمديد سيكون خطوة “طوعية ومؤقتة” من جانب روسيا إلى حين التوصل إلى اتفاق جديد أو إطار بديل. من جانبه، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن واشنطن تسعى للحفاظ على القيود النووية، واعتبر أن انتهاء معاهدة نيو ستارت دون بديل سيكون “مشكلة كبيرة”، مما يعكس قلقًا أميركيًا من انهيار الإطار القائم للرقابة النووية.
القلق الدولي من غياب الحوار
يثير غياب المفاوضات حول اتفاق بديل قلق خبراء ضبط التسلح الذين يرون أن استمرار الجمود قد يقوض جهود منع الانتشار النووي ويزيد من حدة التوترات الدولية. ويعتبر هذا الالتزام المؤقت من روسيا خطوة تهدف إلى إظهار استعدادها للحفاظ على قدر من الاستقرار، لكنه يظل رهينًا بتطور العلاقات مع الولايات المتحدة.
السيناريوهات المحتملة
يمثل التمديد المؤقت لعام إضافي خطوة تخفف من المخاطر، لكنه لا يقدم حلًا جذريًا للأزمة. وفي المقابل، قد يفتح الباب أمام إطلاق مفاوضات جديدة تهدف إلى صياغة اتفاق بديل أكثر شمولًا بعد عام 2026. ومع ذلك، يظل الخطر قائمًا، إذ يمكن أن يتصاعد سباق التسلح النووي إذا انهارت المعاهدة دون وجود بديل فعّال.
يبعث إعلان بوتين برسالة مزدوجة: الالتزام الظاهري بالحد من الأسلحة النووية، مقابل الضغط على واشنطن لاستئناف الحوار. ومع اقتراب انتهاء معاهدة نيو ستارت، يظل مستقبل الأمن النووي العالمي مفتوحًا على احتمالات خطيرة إذا لم يتحقق تقدم دبلوماسي ملموس.