اعترفت كل من بريطانيا، كندا، أستراليا والبرتغال رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة تاريخية وصفت بأنها نتيجة الإحباط من حرب غزة ورغبة في إحياء حل الدولتين. هذا القرار وضع هذه الدول الأربع في صف أكثر من 140 دولة سبق وأن أعلنت دعمها لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على الأراضي المحتلة.
بريطانيا تستحضر دورها التاريخي
أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده تعترف رسميًا بدولة فلسطين “لإحياء الأمل في السلام للفلسطينيين والإسرائيليين”. وأكد أن الكارثة الإنسانية في غزة بلغت مستويات لا يمكن تحملها، مع استمرار القصف الإسرائيلي والمجاعة والدمار. تحمل الخطوة البريطانية رمزية خاصة نظرًا لدور لندن التاريخي في تأسيس إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية.
إسرائيل ترفض وتصف الخطوة بمكافأة للإرهاب
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاجم القرار الغربي، معتبرًا أنه “مكافأة للإرهاب” في إشارة إلى هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. وأكد نتنياهو أن “دولة فلسطينية لن تقوم غرب نهر الأردن”. بينما واصل وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير المطالبة بضم الضفة الغربية بشكل رسمي.
الفلسطينيون يرحبون بالاعتراف
رحب الفلسطينيون بالخطوة واعتبروها “واجبًا إنسانيًا”. وقال الرئيس محمود عباس إن الاعتراف يمهّد الطريق للتعايش بين دولة فلسطين وإسرائيل بسلام وأمن. فيما شددت حركة حماس على أن الاعتراف يجب أن يترافق مع إجراءات عملية لإنهاء الحرب في غزة ومنع ضم الضفة.
كندا والبرتغال وأستراليا تساند حل الدولتين
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أكد أن الاعتراف “يدعم الساعين للتعايش السلمي” ولا يشكل بأي حال شرعنة للإرهاب. أما وزير خارجية البرتغال باولو رانجيل فأوضح أن بلاده تعتبر الاعتراف “خطًا أساسيًا في السياسة الخارجية”، داعيًا إلى وقف إطلاق النار بشكل عاجل. أستراليا بدورها أكدت أن موقفها يهدف لدعم العدالة والسلام في المنطقة.
ضغوط داخلية على الحكومات الغربية
تزايدت الضغوط الشعبية والحزبية في الدول الغربية مع ارتفاع أعداد الضحايا في غزة، وانتشار صور الأطفال الجائعين، واستمرار الدعم العسكري لإسرائيل. في لندن، انقسمت الآراء بين مؤيد يرى الاعتراف خطوة ضرورية للسلام، ومعارض يعتبره “وهماً سياسيًا”.
خلفية تاريخية للعلاقة البريطانية – الفلسطينية
بريطانيا لعبت دورًا محوريًا منذ أن سيطرت على القدس عام 1917، وحصلت على تفويض دولي لإدارة فلسطين عام 1922. واليوم، يرى بعض الدبلوماسيين أن الاعتراف الفلسطيني من لندن يشكل محاولة لـ”تصحيح التاريخ وإصلاح الأخطاء السابقة”.
موقف الولايات المتحدة
الولايات المتحدة، الحليف الأقوى لإسرائيل، لم تصدر تعليقًا مباشرًا على هذه الخطوة. لكن الرئيس دونالد ترامب كان قد أعلن سابقًا رفضه القاطع للاعتراف بدولة فلسطينية، مؤكدًا دعمه غير المشروط لتل أبيب.
يمثل الاعتراف الغربي بدولة فلسطين تطورًا دبلوماسيًا بارزًا قد يفتح الباب أمام خطوات مشابهة من دول أخرى مثل فرنسا. وبينما يراه الفلسطينيون بارقة أمل لإنهاء الاحتلال وإقامة دولتهم، تعتبره إسرائيل تهديدًا لأمنها. ومع استمرار الحرب في غزة، يبقى مصير حل الدولتين معلقًا بين الضغوط الدولية والرفض الإسرائيلي.