سجلت أسعار النفط انخفاضاً طفيفاً مع بداية الأسبوع، متأثرة بزيادة صادرات العراق وتراجع مؤشرات الطلب العالمي، في حين هبط خام برنت 55 سنتاً أي بنسبة 0.8% ليستقر عند 66.13 دولاراً للبرميل، بينما تراوح سعره منذ أوائل أغسطس بين 65.50 و69 دولاراً للبرميل، مما يعكس ضغوطاً متزايدة من جانب المعروض والطلب في آن واحد.
انخفاض خام غرب تكساس الأميركي
تراجع خام غرب تكساس الأميركي تسليم أكتوبر بمقدار 45 سنتاً، أي 0.7%، ليستقر عند 62.23 دولاراً للبرميل قبل انتهاء العقد. كما انخفض عقد نوفمبر الأكثر نشاطاً 53 سنتاً أو 0.9% إلى 61.87 دولاراً. ويأتي ذلك بالتوازي مع تراجع الأسهم الأميركية وسط ضبابية بشأن قرارات الاحتياطي الفيدرالي وسياسات الهجرة الجديدة.
استمرار التوترات الجيوسياسية
ارتفعت التوترات في الشرق الأوسط مع اعتراف عدة دول غربية بدولة فلسطين، وفي أوروبا الشرقية بعد إعلان إستونيا أن طائرات روسية انتهكت مجالها الجوي. لكن هذه التطورات لم تؤثر بشكل مباشر على إمدادات النفط، ما أبقى تأثيرها محدوداً على الأسعار.
توقعات بزيادة المعروض وتباطؤ الطلب
أشارت الوكالة الدولية للطاقة إلى أن الطلب العالمي على النفط سيزداد بنحو 700 ألف برميل يومياً خلال عامي 2025 و2026. لكن محللين في بنك SEB أكدوا أن الطلب قد يتراجع بين الربع الثالث 2025 والربع الأول 2026، بينما يواصل تحالف أوبك+ زيادة الإنتاج.
كما توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن ينخفض سعر خام برنت من 68 دولاراً في أغسطس إلى نحو 59 دولاراً في الربع الرابع من 2025، وقد يهبط إلى حدود 50 دولاراً مع بداية 2026 إذا استمرت المخزونات في الارتفاع.
العراق يرفع صادراته النفطية
أعلنت شركة تسويق النفط العراقية “سومو” أن العراق، ثاني أكبر منتج في أوبك، رفع صادراته النفطية ضمن اتفاق أوبك+.
وتوقعت الشركة أن تتراوح صادرات سبتمبر بين 3.4 و3.45 مليون برميل يومياً. كما منحت بغداد موافقة مبدئية على خطة لاستئناف صادرات نفط كردستان عبر تركيا، وفق مصادر مطلعة.
دور أوبك+ والإنتاج العالمي
أظهر مسح أجرته رويترز أن إنتاج دول أوبك ارتفع في أغسطس بدعم من السعودية والإمارات، مما يعزز توقعات بزيادة المعروض. ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي من سوائل الوقود، بما في ذلك الخام والمنتجات المشتقة، بأكثر من 2.3 مليون برميل يومياً في 2025 مع نمو الإنتاج من خارج أوبك+.
يعكس تراجع أسعار النفط الحالي مزيجاً من زيادة صادرات العراق وتباطؤ الطلب العالمي، إلى جانب ضبابية المشهد الجيوسياسي. هذه العوامل مجتمعة تجعل سوق الطاقة عرضة لمزيد من التقلبات خلال الفترة المقبلة.




