أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن بلاده لن تتردد في إسقاط أي جسم أو طائرة تنتهك مجالها الجوي بشكل واضح وتشكل تهديدًا مباشرًا. وأضاف أن المواقف الغامضة، مثل تحليق مقاتلات روسية قرب منصة الحفر “بيتروبالتيك” في بحر البلطيق، تتطلب حذرًا لتفادي الدخول في مرحلة تصعيد خطيرة.
إستونيا تتهم روسيا بانتهاك أجوائها
أعلنت إستونيا أن ثلاث مقاتلات روسية انتهكت مجالها الجوي لمدة 12 دقيقة فوق جزيرة “فايندلو”. كما قدمت تالين شكوى رسمية للناتو ودعت لاجتماع لمجلس الأمن الدولي، معتبرة أن موسكو تختبر جاهزية الحلف واستعداده للرد.
روسيا تنفي وتتهم الغرب
نفت موسكو الاتهامات الإستونية ووصفتها بأنها “مزاعم باطلة تهدف إلى إثارة التوتر”. كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن طياريها التزموا بقواعد الطيران الدولية ولم يخترقوا أجواء أي دولة عضو في الناتو.
طائرات مسيرة تخترق بولندا
كشفت بولندا أن ما بين 19 و23 طائرة مسيرة روسية دخلت مجالها الجوي في ليلة 9-10 سبتمبر. وأعلنت أن قواتها الجوية تمكنت بدعم من حلف الناتو من إسقاط بعضها، بينما سقط صاروخ بولندي مضاد للطائرات على منزل في جنوب البلاد أثناء عملية الاعتراض.
بحر البلطيق يشهد احتكاكًا متزايدًا
أفادت وارسو بأن مقاتلتين روسيتين اقتربتا من منصة الحفر “بيتروبالتيك” في بحر البلطيق وانتهكتا نطاق السلامة حولها. وفي وقت متزامن، اعترضت طائرات ألمانية وسويدية طائرة استطلاع روسية كانت تحلق دون خطة طيران أو جهاز إرسال هوية بالقرب من المجال الجوي المدني.
الناتو يعقد مشاورات عاجلة
عقدت دول الناتو مشاورات بموجب المادة الرابعة من معاهدة الحلف بعد هذه الحوادث. وأكدت الدول الأعضاء تعزيز الجاهزية الدفاعية على الجناح الشرقي ونشر المزيد من الدوريات الجوية المشتركة فوق بحر البلطيق وبولندا.
تعاون أوكراني بولندي
أعلنت كييف أنها بدأت تدريب القوات البولندية على أنظمة الدفاع الجوي لمواجهة الهجمات بالمسيرات، في خطوة تعكس تعاونًا متزايدًا بين أوكرانيا وبولندا في ظل تصاعد التوتر مع روسيا.
تظهر الأحداث الأخيرة في بولندا وإستونيا أن التوتر بين موسكو وحلف الناتو يتجه نحو مرحلة أكثر حساسية، حيث أصبحت انتهاكات المجال الجوي المتكررة اختبارًا مباشرًا لقدرة الحلف على الردع الجماعي. وبينما تؤكد بولندا استعدادها لاتخاذ خطوات حاسمة لحماية سيادتها، يبقى الحذر سيد الموقف لتفادي مواجهة مفتوحة قد تمتد آثارها إلى الأمن الأوروبي بأكمله. وفي ظل استمرار الإنكار الروسي والقلق الغربي، يبدو أن منطقة البلطيق مرشحة لمزيد من التصعيد، ما يجعل التنسيق داخل الناتو أمرًا مصيريًا للحفاظ على الاستقرار.