ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء لتسجل مستوى قياسيا جديدا عند 3791 دولارا للأوقية قبل أن تتراجع قليلا إلى 3785.5 دولارا. جاء هذا الارتفاع مدفوعا بتزايد التوقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة الأمريكية، في وقت يترقب فيه المستثمرون كلمة رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول للحصول على إشارات أوضح بشأن السياسة النقدية المقبلة.
كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 1.22% إلى 3821.2 دولارا، بينما يتوقع محللون أن يصل السعر إلى هدف تقني جديد عند 3879.64 دولارا إذا استمر الزخم الصاعد.
الدولار يتراجع أمام العملات الرئيسية
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس قوة العملة أمام سلة من 6 عملات رئيسية بنسبة 0.05% إلى 97.29 نقطة. ويأتي ذلك وسط توقعات السوق بمزيد من التيسير النقدي خلال الأشهر المقبلة.
توقعات تخفيضات أكبر للفائدة
أكد محللون أن تصريحات محافظ الاحتياطي الفدرالي الجديد، ستيفن ميران، الداعية إلى خفض كبير للفائدة، عززت هذه التوقعات. ووفقا لأداة “فيد ووتش” التابعة لبورصة شيكاغو CME، يتوقع المستثمرون خفضين للفائدة في أكتوبر وديسمبر، بنسبة احتمالية 90% و73% على التوالي.
وأشار خبراء إلى أن الذهب يشهد طلبا متزايدا من المؤسسات الاستثمارية، بالتوازي مع الطلب القوي من الهند في موسم الأعياد. كما أظهرت بيانات صندوق “SPDR Gold Trust” ارتفاع الحيازات إلى 1000.57 طن، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات.
المعادن النفيسة الأخرى ترتفع
ارتفعت الفضة بنسبة 0.22% لتسجل 44.16 دولارا للأوقية، لتقترب من أعلى مستوى لها في 14 عاما. وفي الاتجاه نفسه، صعد البلاتين بنسبة 1.6% ليبلغ 1439.96 دولارا. كما ارتفع البلاديوم 1.42% ليسجل 1201.65 دولارا، مما يعكس استمرار الزخم الإيجابي في أسواق المعادن النفيسة.
النفط يستعيد مكاسبه بعد اتفاق عراقي كردي
سجلت أسعار النفط ارتفاعا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء عقب اتفاق مبدئي بين الحكومة العراقية المركزية وحكومة إقليم كردستان لإعادة تشغيل خط أنابيب النفط إلى تركيا.
وارتفع خام برنت 0.41% ليصل إلى 66.84 دولارا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط 0.59% ليسجل 62.64 دولارا للبرميل. ويسمح الاتفاق باستئناف صادرات تقدر بـ 230 ألف برميل يوميا من إقليم كردستان، المتوقفة منذ مارس 2023.
وكالة الطاقة الدولية تتوقع فائضا في المعروض
أشارت وكالة الطاقة الدولية (IEA) في تقريرها الأخير إلى أن المعروض النفطي العالمي سيرتفع بمقدار 2.7 مليون برميل يوميا في 2025، في حين سينمو الطلب العالمي بـ 740 ألف برميل يوميا فقط. ويعني ذلك احتمالية اتساع الفائض خلال 2026 إذا لم يحدث توازن بين الإنتاج والاستهلاك.
كما حذرت الوكالة من أن معدلات تراجع إنتاج الحقول النفطية القديمة أسرع من المتوقع، مما يتطلب استثمارات كبيرة لتعويض الإنتاج المفقود.
المخاطر الجيوسياسية تضيف مزيدا من التقلب
رغم توقعات الفائض، لا تزال المخاطر الجيوسياسية قائمة. إذ يراقب المستثمرون احتمالية فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على صادرات النفط الروسية، إضافة إلى أي تصعيد في الشرق الأوسط قد يؤثر على الإمدادات العالمية.
تواصل أسعار الذهب تحقيق مستويات قياسية بدعم توقعات خفض الفائدة وتراجع الدولار، فيما تستعيد أسعار النفط بعض مكاسبها بعد الاتفاق العراقي الكردي، لكن المخاطر الجيوسياسية وتوقعات فائض الإمدادات قد تضيف ضغوطا جديدة على الأسواق.




