واصل الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، تقدمه نحو أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في مدينة غزة، في وقتٍ اعتبر فيه الفلسطينيون أن الاعتراف الغربي بدولة فلسطين لا يغير شيئاً من واقع الحرب. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن 22 فلسطينياً استشهدوا خلال الساعات الماضية، بينهم 18 في مدينة غزة، فيما حذرت من نفاد الوقود في المستشفيات خلال أيام قليلة.
انفجارات تهدم منازل وشوارع
فجرت القوات الإسرائيلية مركبات مفخخة في أحياء صبرا وتل الهوى، ما أدى إلى تدمير منازل وطرق بشكل واسع. وأشار سكان محليون إلى أن القصف حوّل أحياء كاملة إلى أنقاض، بينما خرجت ثلاثة مستشفيات عن الخدمة بسبب العمليات العسكرية، الأمر الذي فاقم انهيار النظام الصحي.
شهادات من قلب المأساة
قالت هدى، وهي أم لطفلين من غزة، إنهم لا يملكون المال لمغادرة المدينة إلى الجنوب، مضيفة: “الأطفال يرتجفون من أصوات الانفجارات ونحن معهم، إنهم يمحون مدينة عمرها آلاف السنين والعالم يحتفل باعتراف رمزي لن يوقف قتلنا”. أما أبو مصطفى، الذي اضطر إلى الفرار من منزله بعد اقتراب الدبابات، فتساءل: “هل نحن نقتل الآن كمواطنين في دولة فلسطين؟ هذه الدول نسيت أن غزة تمحى بالكامل، ما نحتاجه هو وقف الحرب وليس بيانات سياسية”.
الاعتراف الفرنسي لا يغير الواقع
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، اعتراف بلاده بدولة فلسطين خلال لقاء مع السعودية، إلا أن إسرائيل اعتبرت هذه الخطوة تهديداً لفرص الحل السلمي. وترى الحكومة الإسرائيلية أن لا دولة فلسطينية في ظل استمرار القتال مع حركة حماس منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي.
حل الدولتين بين الواقع والتعقيد
رغم أن حل الدولتين شكّل أساس عملية السلام المدعومة أميركياً منذ اتفاق أوسلو عام 1993، إلا أن هذه العملية انهارت فعلياً. ومع استمرار الحرب، استشهد أكثر من 65 ألف فلسطيني في غزة وفقاً للسلطات الصحية المحلية، وسط انتقادات دولية متصاعدة لإسرائيل بسبب استخدام القوة العسكرية.
ترامب يطرح خطة جديدة في الأمم المتحدة
من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، بزعماء ومسؤولين من دول إسلامية بينها السعودية والإمارات وقطر ومصر وتركيا وباكستان، لطرح مقترح للسلام وإدارة غزة بعد الحرب. وبحسب موقع “أكسيوس”، تحاول واشنطن إقناع هذه الدول بإرسال قوات عسكرية للمشاركة في تأمين غزة وتمويل برامج إعادة الإعمار.
وكان ترامب قد اقترح في فبراير الماضي خطة وصفتها الأمم المتحدة وخبراء حقوقيون بأنها “تطهير عرقي”، إذ تضمنت سيطرة أميركية على غزة وترحيل سكانها بشكل دائم، وهو ما اعتُبر مخالفاً للقانون الدولي.
معاناة إنسانية متفاقمة
في الأثناء، يواصل السكان البحث عن ملاذات آمنة. محمد البياري، أب لستة أطفال، تحدث عن رحلة شاقة استمرت 14 ساعة عبر شوارع غزة المنهارة، قائلاً: “كل 10 دقائق أحتاج إلى نصف ساعة من الراحة بسبب ثقل الأمتعة والتعب”.
يظل الاعتراف بدولة فلسطين خطوة رمزية في المحافل الدولية، لكنه لا يغير واقع الدمار اليومي في غزة، حيث يواجه المدنيون الموت والجوع وانهيار البنية التحتية، فيما تستمر العمليات العسكرية دون أفق واضح لوقف إطلاق النار.