أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع قناة “فرانس 24” على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن بلاده اعترفت بالدولة الفلسطينية باعتبارها “السبيل الوحيد لعزل حماس”. ورأى ماكرون أن الحرب الشاملة في غزة تتسبب بسقوط ضحايا مدنيين دون أن تحقق نهاية الحركة، واصفاً إياها بالفشل.
وأضاف ماكرون أنه دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب للضغط مجدداً على إسرائيل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مؤكداً أن “السلام لن يتحقق ما لم توجد له طريق سياسية واضحة”. كما اعتبر أن أي محاولة إسرائيلية لضم الضفة الغربية ستكون “خطاً أحمر” بالنسبة لفرنسا.
هجمات دامية على وسط وجنوب غزة
استشهد 12 شخصاً بينهم ثمانية أطفال في هجوم إسرائيلي استهدف خيمة ومنزلاً في بلدة الزوايدة وسط القطاع، وفق مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. وأكدت المصادر الطبية أن فتاة ما زالت تحت الأنقاض.
وفي حادث منفصل، أعلن المستشفى ذاته عن مقتل فتاة في غارة أصابت خيمة في دير البلح وإصابة سبعة آخرين. كما استشهد أربعة أشخاص آخرين في قصف استهدف مبنى سكنياً بمدينة خان يونس، بحسب مستشفى ناصر.
نتنياهو يهاجم الاعتراف بالدولة الفلسطينية
هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قادة الدول التي أعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية، بينهم فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو. وقال نتنياهو قبل توجهه إلى نيويورك إنه سيقف على منبر الأمم المتحدة “ليقول الحقيقة” ويدين القادة الذين “يريدون منح دولة لمرتكبي الجرائم في قلب أرض إسرائيل”، على حد تعبيره.
خطط أميركية للسلام
في موازاة ذلك، تحدث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث ستيف ويتكوف بتفاؤل حول ما أطلق عليه “خطة ترامب ذات 21 نقطة للسلام”، والتي تم عرضها على قادة عرب. ولم تكشف واشنطن عن تفاصيل الخطة أو مواقف الأطراف بشأنها، فيما لمح نتنياهو إلى أن موقف إسرائيل لم يتغير.
عدد الضحايا والأزمة الإنسانية في غزة
منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 65,419 شخصاً وأصيب نحو 167,160 آخرين، وفق وزارة الصحة في غزة التي تؤكد أن النساء والأطفال يمثلون نحو نصف الضحايا. كما نشرت دراسة في صحيفة لانسيت أشارت إلى أن العدد الحقيقي للضحايا قد يكون أعلى بنسبة 40٪ بسبب ضعف القدرة على تسجيل الوفيات. كما أظهر تحليل بيانات مستقل أن نحو 15 من كل 16 شخصاً قُتلوا منذ مارس 2025 كانوا مدنيين.
إلى جانب الخسائر البشرية، تعرض نحو 191,263 مبنى للتدمير أو التلف أي ما يعادل ثلاثة أخماس مباني القطاع، بحسب دراسة أكاديمية اعتمدت على بيانات الرادار الصناعي (InSAR).
تحذيرات إنسانية متزايدة
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن تمويل المشاريع الإغاثية لم يتجاوز 26٪ من الاحتياجات، في وقت يعيش فيه مئات الآلاف من السكان نزوحاً متكرراً وظروفاً تقترب من المجاعة خصوصاً في غزة المدينة. وفي نفس الوقت، تواصل إسرائيل عملياتها البرية في مناطق متفرقة، بينما يبقى نحو 48 رهينة محتجزين لدى حماس، يعتقد أن 20 منهم أحياء.
تعكس التطورات الأخيرة في غزة عمق الأزمة المستمرة بين التصعيد العسكري والجهود الدبلوماسية. وبينما تواصل إسرائيل عملياتها التي تحصد أرواح المدنيين، يزداد الضغط الدولي لإيجاد مخرج سياسي يوقف نزيف الدم. اعتراف دول أوروبية بالدولة الفلسطينية، وتصريحات ماكرون، وخطط واشنطن للسلام، جميعها مؤشرات على أن الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً فقط، بل يتطلب مساراً سياسياً شاملاً يعيد الأمل للفلسطينيين والإسرائيليين بسلام عادل ودائم.