أعلنت شركة ميتا يوم الخميس عن توسيع خدمة حسابات المراهقين لتشمل مستخدمي فيسبوك وماسنجر في جميع أنحاء العالم، بعد أن كانت متاحة سابقًا في الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، أستراليا، وكندا فقط. كما قدمت الشركة هذه الحسابات لأول مرة على إنستغرام في سبتمبر 2024، مع ميزات حماية مدمجة ورقابة أبوية لتعزيز أمان المستخدمين الصغار.
تعزيز الحماية الرقمية للمراهقين
وفرت ميتا تجربة مصممة خصيصًا لتقليل المحتوى غير المناسب ومنع التواصل غير المرغوب فيه:
- منع الرسائل من الغرباء، واقتصار التواصل على الأشخاص الذين يتابعهم المراهق أو تواصل معهم سابقًا.
- إتاحة مشاهدة القصص والرد عليها للأصدقاء فقط.
- تقييد الوسوم (Tags) والإشارات (Mentions) والتعليقات على الأصدقاء أو المتابعين الموثوقين.
- إلزام المراهقين دون سن 16 بالحصول على موافقة الوالدين لتغيير أي إعدادات.
- عرض تذكيرات لمغادرة المنصة بعد ساعة من الاستخدام اليومي.
- تفعيل وضع الهدوء تلقائيًا خلال الليل.
ميزات إضافية جديدة
- إذن الوالدين للبث المباشر: منع تشغيل خاصية البث الحي للمراهقين دون سن 16 إلا بموافقة أحد الوالدين.
- تشويش الصور الحساسة: طمس تلقائي للصور التي يُحتمل أن تحتوي على عُري في الرسائل المباشرة، مع إمكانية تعطيلها فقط بإذن الوالدين.
- إعدادات أمان حسب العمر:
- من 13 إلى 15 عامًا: لا يمكن تعطيل الإعدادات الافتراضية إلا بإضافة ولي أمر أو وصي للحساب.
- من 16 إلى 18 عامًا: يمكن تعديل بعض الإعدادات مثل جعل الحساب خاص أو عام.
خلفية القرار والانتقادات
جاء إطلاق هذه الحسابات بعد انتقادات من مشرعين أمريكيين لشركات التواصل الاجتماعي بسبب ضعف حماية المراهقين.
ورغم الإجراءات، كشفت دراسة حديثة أن بعض المراهقين ما زالوا يتعرضون لمحتوى ضار على إنستغرام، مثل منشورات عن الانتحار أو إيحاءات جنسية مهينة. كما نفت ميتا هذه الاتهامات وأكدت أن الحماية الجديدة قلّلت من وصول المحتوى الضار للمراهقين.
أرقام وإحصاءات
نقلت ميتا أكثر من 54 مليون حساب مراهق إلى الصيغة الجديدة على إنستغرام منذ إطلاقها. وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه شركات التواصل الاجتماعي مئات الدعاوى القضائية. وتركز هذه الدعاوى على اتهامات بالتسبب في الإدمان الرقمي بين المراهقين. ومن ثم، تسعى ميتا إلى إظهار استجابة عملية تعزز من صورتها وتخفف الضغوط القانونية.
برنامج الشراكة المدرسية
أطلقت ميتا رسميًا برنامج الشراكة المدرسية الذي يتيح للمعلمين الإبلاغ مباشرة عن مشكلات السلامة مثل التنمّر على إنستغرام لمراجعتها وإزالتها بسرعة.
بدأ البرنامج كتجربة في وقت سابق من العام، وتلقى ردود فعل إيجابية من المستخدمين. ومع مرور الوقت، توسع ليصبح متاحًا لجميع المدارس الإعدادية والثانوية في الولايات المتحدة. وفي خطوة إضافية، تحصل المدارس المشاركة على شارة رسمية على حساباتها، مما يساعد أولياء الأمور والطلاب على التعرف بسهولة إلى كونها شريكًا رسميًا لإنستغرام.
السياق القانوني والتشريعي
يناقش الكونغرس الأمريكي مشاريع قوانين جديدة مثل قانون سلامة الأطفال على الإنترنت (KOSA) وقانون حماية خصوصية الأطفال والمراهقين. وتهدف هذه القوانين إلى فرض مسؤولية أكبر على الشركات بشأن تأثير منصاتها على الشباب. وفي السياق نفسه، اتخذت بعض الدول خطوات أكثر صرامة، إذ فرضت أستراليا قيودًا واضحة، من بينها حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون 16 عامًا.
منافسة المنصات الأخرى
أطلقت تيك توك ميزات مشابهة في فرنسا والاتحاد الأوروبي. وتهدف هذه الميزات إلى منح الأهل قدرة أكبر على متابعة استخدام أبنائهم للتطبيق. ومن خلال أدوات التحكم الجديدة، أصبح بالإمكان تحديد أوقات الاستخدام بشكل أدق، مما يعزز من دور العائلة في توجيه التجربة الرقمية للشباب.
خطوة نحو دعم الصحة النفسية للمراهقين
يمثل هذا الإعلان أحدث جهود ميتا لمعالجة المخاوف المتعلقة بالصحة النفسية للمراهقين المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهي مخاوف أثارها الجراح العام الأمريكي وعدة ولايات، بعضها بدأ بالفعل في فرض قيود على استخدام المراهقين لهذه المنصات دون موافقة الوالدين.