أطلق الحوثيون في اليمن طائرة مسيرة باتجاه مدينة إيلات جنوب إسرائيل، ما أسفر عن إصابة 22 شخصاً، وفق ما أكدته فرق الإسعاف الإسرائيلية. ويعتبر الهجوم خرقاً نادراً لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية التي نجحت في صد معظم الهجمات السابقة. وقد صرحت خدمة “نجمة داود الحمراء” إن المصابين نُقلوا إلى المستشفى، بينهم حالتان خطيرتان جراء إصابات بالشظايا. وقد أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها، مؤكدة أنها أطلقت طائرتين مسيرتين نحو إسرائيل.
رد إسرائيل وتحذيرات عسكرية
أكد الجيش الإسرائيلي أنه حاول اعتراض الطائرة قبل سقوطها، فيما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس الحوثيين قائلاً إن “كل من يؤذي إسرائيل سيتعرض لرد أقوى سبع مرات”. كما شنت إسرائيل في أوقات سابقة غارات جوية على مواقع في اليمن رداً على هجمات مشابهة تبناها الحوثيون المدعومون من إيران.
مقتل عشرات الفلسطينيين في غزة
في قطاع غزة، استشهد ما لا يقل عن 41 فلسطينياً جراء غارات إسرائيلية، وفقاً لمصادر طبية. كما أكد مستشفى الأهلي في غزة بمقتل 22 شخصاً إثر استهداف خيام نازحين بينهم نساء وأطفال. واستشهد 12 آخرون في مخيم النصيرات، بينهم عائلة كاملة مكونة من أربعة أفراد.
وصرحت وزارة الصحة في غزة إن ثلاثة مدنيين قُتلوا برصاص الجيش أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مئات الضحايا خلال الأشهر الأخيرة أثناء بحث المدنيين عن الغذاء والدواء.
استمرار العنف في الضفة الغربية
في الضفة الغربية المحتلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل شاب يبلغ 24 عاماً قرب مدينة جنين برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي قال إن الشاب ألقى عبوة ناسفة باتجاه قواته.
طرح خطة أميركية جديدة للسلام
تزامن التصعيد الميداني مع تحركات دبلوماسية في الأمم المتحدة. حيث أعلن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عن ما وصفه بـ “خطة ترامب ذات 21 بنداً للسلام”، والتي تم عرضها على قادة عرب. كما أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الجهود متواصلة للتوصل إلى اتفاق قريب، بينما وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخطة بأنها “أساس مهم يمكن البناء عليه لتحقيق السلام”.
في النهاية، يبرز الهجوم الحوثي على مدينة إيلات وإصابة 22 إسرائيلياً حجم اتساع رقعة الصراع في المنطقة، حيث لم يعد مقتصراً على غزة وحدها، بل امتد إلى جبهات أخرى تعكس خطورة التصعيد الإقليمي.
تتواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وتخلف وراءها عشرات الضحايا من المدنيين. وفي المقابل، تتحرك الجهود الأميركية والعربية سعياً لطرح مبادرات جديدة تهدف إلى وقف الحرب. ومع تصاعد العمليات العسكرية وتزايد الخسائر البشرية، يظل المدنيون في غزة وإسرائيل هم الضحايا الأبرز. وبين العنف المتصاعد والمساعي الدبلوماسية، يظل الأمل معلقاً على اختراق سياسي قد يضع نهاية لهذه الحرب المستمرة.