شهدت أسعار الذهب في مصر قفزات قوية خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفع جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا – بمقدار 105 جنيهات. وافتتح الجرام تعاملاته عند 4970 جنيهًا، ليلامس مستوى قياسيًا بلغ 5100 جنيه، قبل أن يغلق عند 5075 جنيهًا.
كما سجل جرام الذهب عيار 24 نحو 5800 جنيه، وعيار 18 بلغ 4350 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 40600 جنيه. وبذلك يقترب الذهب من إنهاء تعاملات سبتمبر بمكاسب شهرية قد تتجاوز 11%، مدعومًا بارتفاع عالمي قوي.
الذهب يواصل الصعود عالميًا
على المستوى العالمي، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 2% خلال أسبوع واحد، إذ صعدت الأوقية بمقدار 75 دولارًا لتسجل مستوى تاريخيًا بلغ 3791 دولارًا في 23 سبتمبر، قبل أن تُغلق عند 3760 دولارًا. ومنذ بداية العام، ارتفع الذهب عالميًا بنسبة 43% في أقوى أداء منذ 1979.
صناديق الذهب تسجل تدفقات قياسية
أفاد بنك أوف أمريكا أن صناديق الذهب سجلت تدفقات استثمارية ضخمة بلغت 5.6 مليارات دولار في أسبوع واحد فقط، و17.6 مليار دولار خلال أربعة أسابيع. كما شهد صندوق SPDR Gold Shares (GLD)، أكبر صندوق مدعوم بالذهب في العالم، أكبر تدفق يومي في تاريخه بأكثر من 18 طنًا، ما يعكس عودة قوية للطلب الاستثماري.
عوامل تدعم موجة الصعود
يرى المحللون أن ارتفاع أسعار الذهب لا يأتي من فراغ، بل تدفعه مجموعة من العوامل المتشابكة. فمن ناحية، تتصاعد الديون السيادية عالميًا، مما يعزز مخاوف المستثمرين. ومن ناحية أخرى، يضعف الدولار الأمريكي بشكل متوقع، وهو ما يدعم المعدن النفيس.
كما تتجه البنوك المركزية نحو خفض أسعار الفائدة، في وقت تسجل فيه الصين مشتريات قياسية من الذهب بشكل شهري. ومع استمرار التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق، يتزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن، مما يدفع الأسعار إلى مستويات تاريخية.
بيانات اقتصادية أمريكية مؤثرة
أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية أن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) سجل 2.9% في أغسطس، ما يعزز فرص خفض الفائدة. كما تراجع مؤشر ثقة المستهلك إلى 55.1 نقطة، في إشارة إلى ضغوط اقتصادية تدعم استمرار صعود الذهب.
تصريحات الفيدرالي وتوقعات السياسة النقدية
أشارت ميشيل بومان، عضو الفيدرالي الأمريكي، إلى ضعف في سوق العمل، بينما أكد توماس باركين أن إنفاق المستهلكين ما زال قويًا رغم التحديات. كما تُظهر أداة CME FedWatch أن الأسواق تتوقع بنسبة 88% خفض الفائدة في أكتوبر، و65% خفضًا إضافيًا في ديسمبر.
صعود الفضة والبلاتين
لم يقتصر الارتفاع على الذهب فقط، إذ قفزت أسعار الفضة بأكثر من 7% لتتجاوز 46 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى منذ 14 عامًا. كما واصل البلاتين مكاسبه بزيادة بلغت 71% منذ بداية العام، بدعم من نقص الإمدادات وارتفاع الطلب الصناعي.
التوقعات المستقبلية
ينتظر المستثمرون صدور بيانات اقتصادية حاسمة في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المقبل. وتشمل هذه البيانات مؤشر ADP للتغير في التوظيف، إضافة إلى مؤشر مديري المشتريات الصناعي ISM. كما ستصدر بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، إلى جانب تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر. وتكتسب هذه المؤشرات أهمية كبيرة لأنها ستؤثر بشكل مباشر على قرارات الفيدرالي بشأن السياسة النقدية، وبالتالي على حركة أسعار الذهب والفضة والبلاتين في الفترة المقبلة.
في ضوء التطورات الراهنة، يواصل الذهب تأكيد مكانته كملاذ آمن للمستثمرين وسط التقلبات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية العالمية. ومع اقتراب صدور بيانات اقتصادية أمريكية حاسمة، يترقب السوق تحركات الفيدرالي التي ستحدد المسار القادم لأسعار الذهب والفضة والبلاتين. وبين توقعات بمكاسب إضافية ومخاطر قد تحد من الصعود، يظل المعدن النفيس في صدارة المشهد الاستثماري، مرشحًا للحفاظ على زخمه القوي خلال الفترة المقبلة.