دفعت إسرائيل بدباباتها إلى عمق الأحياء السكنية في مدينة غزة، خاصة في مناطق الصبرة وتل الهوى والشيخ رضوان والناصر. وأكد شهود عيان أن القوات تقترب من قلب المدينة والمناطق الغربية التي ما زالت تضم مئات الآلاف من السكان.
الطواقم الطبية تعجز عن إنقاذ المصابين
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الطواقم تلقت عشرات النداءات لإنقاذ الجرحى لكنها لم تتمكن من الوصول إليهم بسبب شدة القصف. كما رفضت إسرائيل 73 طلباً عبر منظمات دولية لإجلاء المصابين. في حادثة أخرى، استشهد 15 مسعفاً على الأقل في رفح أثناء نقلهم جرحى، مما سبب إدانات واسعة بحق استهداف الكوادر الطبية.
استمرار الغارات الجوية وارتفاع عدد القتلى
ذكرت مصادر طبية أن غارة إسرائيلية في حي الناصر أودت بحياة خمسة أشخاص، بينما تسببت ضربات على منازل وسط غزة بمقتل 16 آخرين، ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا خلال 24 ساعة إلى 77 قتيلاً. وأفادت الوزارة أن حصيلة الحرب منذ أكتوبر 2023 بلغت أكثر من 66 ألف قتيل و168 ألف جريح.
تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
أكدت منظمة الصحة العالمية أن أربعة مستشفيات في غزة توقفت عن العمل هذا الشهر، منها مستشفى ناصر في خان يونس الذي تعرض لغارات أسفرت عن مقتل 22 شخصاً بينهم صحفيون. كما أُغلقت عدة مراكز تغذية بسبب الحصار، في وقت تزداد فيه حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، حيث توفي رضيع في خان يونس نتيجة الجوع.
كما أظهرت صور الأقمار الصناعية أن نحو 191 ألف مبنى في غزة تضرر أو انهار نتيجة القصف المتواصل، ما يعكس حجم الكارثة العمرانية التي لحقت بالقطاع خلال الحرب.

خطة ترامب تثير الجدل
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة من 21 نقطة تهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة. وتشمل الخطة وقفاً فورياً للأعمال العسكرية، وإعادة جميع الرهائن، إضافة إلى انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، مع وضع القطاع تحت إشراف دولي. ومع ذلك، أكدت حركة حماس أنها لم تتسلم أي نسخة رسمية من المقترح حتى الآن.
وفي المقابل، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً داخلية وخارجية متزايدة للقبول بتنازلات سياسية، من أبرزها إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة غزة بعد انتهاء الحرب.
لقاء مرتقب بين نتنياهو وترامب
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين لبحث الوضع في غزة. وفي الوقت نفسه، يتوجه السفير الأميركي مايك هوكابي إلى القاهرة لعقد مشاورات دبلوماسية مع مسؤولين مصريين، في ظل استمرار جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس.
في النهاية، يبدو أن غزة تقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم بين استمرار دوامة الحرب أو الانخراط في مسار تسوية سياسية شاملة. فبينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية وسط تصاعد أعداد الضحايا، تحاول الأطراف الدولية طرح مبادرات تهدف إلى وقف إطلاق النار وتخفيف المعاناة الإنسانية.
ومع ذلك، يظل الغموض يكتنف مصير خطة ترامب واحتمالات قبول إسرائيل وحماس بها، في وقت يواجه فيه سكان القطاع أسوأ أزمة إنسانية منذ عقود. ومن الواضح أن مستقبل غزة سيظل مرهوناً بقدرة المجتمع الدولي على فرض حلول عملية توقف نزيف الدم وتعيد الأمل لشعب أنهكته الحروب.