شنت روسيا هجوماً جديداً بالطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا ليل الأحد، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم طفلة في الثانية عشرة من عمرها وإصابة أكثر من 70 آخرين. وأكدت إدارة مدينة كييف أن العاصمة تعرضت لأعنف قصف منذ شهر، حيث تصاعدت أعمدة الدخان من مناطق سكنية وسط المدينة.
استهداف واسع لمناطق أوكرانية
أوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القصف طال عدة مناطق من بينها زابوريجيا، خيرسون، ميكولايف، سومي، تشيرنيهيف وأوديسا. وأكدت وزارة الداخلية الأوكرانية أن أكثر من 100 منشأة مدنية تضررت جراء الهجمات، بينها مبانٍ سكنية، منشآت طبية ورياض أطفال.
أرقام الهجوم الروسي
قال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا أطلقت 595 طائرة مسيّرة وصاروخاً، تمكنت الدفاعات الأوكرانية من إسقاط 566 منها، إضافة إلى اعتراض 45 صاروخاً. ورغم ذلك، شهدت كييف دماراً واسعاً، حيث تضررت عشرات المباني وامتلأت الشوارع بالزجاج المتناثر.
شهادات من قلب الهجوم
روت سيدة من سكان كييف كيف استيقظت على انفجار ضخم حطم نوافذ منزلها، فيما صرخت جارتها المصابة مطالبة بإنقاذ ابنتها التي لقيت حتفها على الفور. كما تحدث قس نجا من الهجوم عن فقدانه منزله للمرة الثانية بعد أن استولى الجيش الروسي على ممتلكاته في ميليتوبول عام 2022.

ردود فعل دولية وتحركات في بولندا
أثار الهجوم قلقاً متزايداً لدى دول الجوار، حيث أعلنت بولندا نشر طائرات مقاتلة بعد اقتراب الصواريخ الروسية من حدودها. كما حذرت دول أوروبية من خطر توسع الصراع خارج أوكرانيا، وسط تقارير عن دخول طائرات روسية للأجواء الإستونية وسقوط مسيّرات في الأراضي البولندية.
واشنطن تدرس تزويد كييف بصواريخ توماهوك
كشف نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن الإدارة الأميركية تدرس طلباً أوكرانياً لشراء صواريخ كروز “توماهوك” بمدى يصل إلى 1600 كيلومتر، ما يضع موسكو في مرمى القوات الأوكرانية. كما أكد أن القرار النهائي بيد الرئيس الأميركي، ضمن صفقة سلاح أميركية كبرى بقيمة 90 مليار دولار تشمل أيضاً دعماً بالطائرات المسيّرة.
معركة متصاعدة وضغط دولي
جاء الهجوم بعد أيام من اختتام أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكد زيلينسكي أن “روسيا أعلنت بوضوح أنها لا تريد السلام”. ودعا إلى تشديد الضغوط الدولية على موسكو لوقف ما وصفه بـ”جرائم الحرب ضد المدنيين”.
في النهاية، يبرز الهجوم الروسي الأخير على كييف تصاعداً خطيراً في الحرب الأوكرانية، مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين واتساع نطاق الدمار. وبينما تتحرك واشنطن وحلفاؤها لدعم كييف عسكرياً، يظل خطر امتداد النزاع إلى دول أوروبية مجاورة قائماً، مما ينذر بمرحلة أكثر تعقيداً في الأزمة.