يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، بعد أيام من خطابه المتحدي في الأمم المتحدة، حيث رفض الدعوات الدولية لوقف الحرب في غزة. كما يأتي اللقاء في وقت حساس، إذ تواجه إسرائيل عزلة متزايدة وفقداناً لدعم العديد من حلفائها التقليديين، بينما تبدو إدارة ترامب أقل صبراً تجاه استمرار الحرب.
واشنطن تلوح بالضغط
ترامب، الذي دعم نتنياهو منذ بداية الحرب، ألمح مؤخراً إلى احتمال تغيير نبرته. فقد كتب على منصات التواصل: “لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز تاريخي في الشرق الأوسط. الجميع مستعد لشيء خاص يحدث لأول مرة”، في إشارة إلى خطته لوقف إطلاق النار.
مقترح وقف إطلاق النار
الخطة الأميركية، وفقاً لمصادر عربية مطلعة، تهدف إلى وضع حد سريع للحرب في غزة. فهي تدعو أولاً إلى وقف فوري لإطلاق النار، ثم إطلاق سراح جميع الرهائن خلال 48 ساعة. كما تنص على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع، مع إنهاء حكم حركة حماس ونزع سلاحها بشكل كامل. وبعد ذلك، يجري نشر قوة أمنية دولية تتولى إدارة الأمن في غزة بعد الحرب.
وفي الجانب المدني، تقترح الخطة تشكيل لجنة فلسطينية انتقالية لإدارة الشؤون اليومية، تمهيداً لعودة سلطة فلسطينية مُعاد هيكلتها. ومع ذلك، يرفض نتنياهو التراجع، مؤكداً عزمه على الاستمرار حتى القضاء على حماس، بينما تتمسك الحركة بربط أي اتفاق هدنة بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
خلافات داخلية إسرائيلية
محللون سياسيون يرون أن نتنياهو قد يضطر للاختيار بين استمرار تحالفه الحكومي الذي يطالب بمواصلة الحرب، وبين الانصياع لضغوط ترامب لإنهائها. خطوة كهذه قد تضعه في موقف سياسي هش قبل الانتخابات المقبلة.
تراجع الدعم الدولي لإسرائيل
المجتمع الدولي صعّد انتقاداته لإسرائيل، خاصة بعد التقارير التي تشير إلى سقوط أكثر من 66 ألف قتيل فلسطيني وتشريد نحو 90% من سكان غزة، مع تفاقم المجاعة. كما اعترفت عشر دول غربية، من بينها فرنسا وكندا وأستراليا، بالدولة الفلسطينية في محاولة لإحياء عملية السلام، فيما اتهمت دول عربية وإسلامية إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، وهي قضية تنظر فيها محكمة العدل الدولية حالياً.
ترقب نتائج اللقاء
التوقعات متباينة حول ما إذا كان الاجتماع بين نتنياهو وترامب سيشكل نقطة تحول حقيقية في مسار الحرب. فبينما يرى البعض أن ترامب قادر على فرض تسوية، يشكك آخرون في إمكانية نجاح أي مبادرة وسط الانقسامات العميقة والاتهامات المتبادلة.
في النهاية، يعكس اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب حجم التعقيدات التي تحيط بالحرب في غزة، حيث تتقاطع الحسابات السياسية الداخلية في إسرائيل مع الضغوط الأميركية والدولية لإنهاء القتال. ورغم أن خطة ترامب تبدو شاملة من حيث وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن وترتيبات ما بعد الحرب، إلا أن العقبات ما زالت كبيرة بسبب تمسك كل طرف بمطالبه.
وبين التفاؤل الأميركي والرفض الإسرائيلي والكارثة الإنسانية في غزة، يبقى مصير هذه المبادرة رهناً بما ستسفر عنه الساعات المقبلة في البيت الأبيض.