كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن سلاح البحرية يواصل استعداداته للسيطرة على سفن أسطول الصمود العالمي في عرض البحر، مع اقترابه من منطقة سبق أن اعترضت فيها إسرائيل سفناً إنسانية متجهة إلى غزة. كما أكدت الهيئة أن القيادة السياسية وجهت بعدم السماح لسفن الأسطول بالوصول إلى القطاع تحت أي ظرف، مع الإعداد لنقل النشطاء إلى سفن حربية نظراً لكثرة عدد السفن المشاركة.
تصريحات من داخل الأسطول
أعلنت روز إيكما، مؤسسة ومديرة منظمة “مي غريت” المدافعة عن حقوق اللاجئين والمشاركة في الأسطول، أنهم على بعد 150 ميلاً بحرياً من غزة، وهي منطقة وصفت بأنها «نقطة الخطف» التي اعتادت فيها إسرائيل اعتراض القوارب. كما طالبت إسرائيل بوقف الحصار والإبادة الجماعية والسماح بدخول الغذاء، مشددة على أن الشعب الفلسطيني يعاني من الجوع في ظل الحصار المفروض منذ أكثر من 18 عاماً.

دعوات لمرافقة الأسطول ورصد بالطائرات المسيرة
دعت إدارة الأسطول حكومات تركيا وإيطاليا وإسبانيا ودولاً أخرى إلى مرافقة السفن نحو غزة، مؤكدة أن حرية المرور والوصول الإنساني مكفولة بموجب القانون الدولي. كما شهدت الأيام الأخيرة تحليق طائرات مسيرة تركية فوق الأسطول لرصده ومتابعته. كما حذرت إيطاليا من المخاطر التي تحيط بمسار السفن، واقترحت نقل المساعدات عبر قبرص، وهو ما رفضه المنظمون.
تكرار سيناريوهات سابقة
تستعد إسرائيل لتكرار سيناريو السفينتين “مادلين” و”حنظلة” اللتين تعرضتا لعمليات اعتراض خلال الأشهر الماضية. كما أفاد الأسطول بأن طائرات عسكرية مجهولة حلقت فوق سفنه في المياه الإقليمية اليونانية، مما يعكس حالة التوتر المستمرة.
أسطول ضخم بمشاركة دولية واسعة
يضم أسطول الصمود أكثر من 50 سفينة على متنها 500 ناشط من 40 دولة، إضافة إلى اتحادات ومنظمات مثل “أسطول الحرية” و”حركة غزة العالمية”. وتحمل السفن مساعدات إنسانية وطبية عاجلة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على نحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة.

تحذيرات أوروبية واقتراح قبرصي
حذرت إيطاليا من أن الأسطول يقترب من منطقة عالية الخطورة، واقترحت نقل المساعدات إلى قبرص لتوزعها الكنيسة الكاثوليكية لاحقاً في غزة، لكن المنظمين رفضوا ذلك. وكانت إسرائيل قد أكدت عبر قناتها الرسمية «كان» أنها تستعد لاعتراض الأسطول خلال أيام قليلة.
مزاعم إسرائيلية بارتباط مع حماس
زعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش عثر على وثائق تربط تمويل الأسطول بحركة حماس، تشمل شركات وأفراداً داخل القطاع وخارجه. وتأتي هذه الادعاءات في إطار محاولات إسرائيل تبرير أي تحرك عسكري ضد الأسطول.
حصار مشدد ومأساة إنسانية
منذ مارس/آذار الماضي شددت إسرائيل حصارها عبر إغلاق جميع المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء، مما تسبب في مجاعة حصدت أرواح مئات المدنيين بينهم أطفال. وبحسب تقارير إنسانية، بلغ عدد الضحايا في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 66 ألف شهيد ونحو 168 ألف مصاب، معظمهم من النساء والأطفال.
في النهاية، يعكس التوتر المحيط بأسطول الصمود حجم الصراع على الحق في الممرات الإنسانية نحو غزة، حيث تصر إسرائيل على منع وصول المساعدات، بينما يواصل الناشطون الدوليون الإبحار متحدّين الحصار. ومع تزايد الدعم الدولي ومرافقة بعض الدول للأسطول، يبقى السؤال الأهم: هل ستشهد الأيام المقبلة مواجهة جديدة في البحر المتوسط، أم سيتحول الضغط الدولي إلى فرصة لفتح ممر إنساني يخفف من معاناة مليوني فلسطيني يعيشون تحت حصار خانق؟