أكد رئيس إنستغرام آدم موسيري أن المنصة لا تستخدم ميكروفونات الهواتف للاستماع سراً إلى محادثات المستخدمين من أجل عرض الإعلانات الموجهة. وأوضح أن ما يتداوله البعض ليس سوى “أسطورة قديمة”، سبق أن نفتها الشركة أكثر من مرة، مشيراً إلى أن تشغيل الميكروفون بشكل خفي سيُظهر إشارات واضحة مثل استنزاف البطارية أو ظهور مؤشر استخدام الميكروفون على الشاشة.
سياسة خصوصية جديدة
تزامنت تصريحات موسيري مع إعلان ميتا عن تحديث شامل لسياسة الخصوصية سيدخل حيز التنفيذ في 16 ديسمبر 2025. وبموجب هذه السياسة، ستعتمد الشركة على بيانات تفاعلات المستخدمين مع منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لتخصيص الإعلانات عبر فيسبوك وإنستغرام وواتساب.
وأعلنت الشركة أن المستخدمين سيبدؤون بتلقي إشعارات بهذه التغييرات اعتباراً من 7 أكتوبر 2025، في حين لن يتمكن معظم المستخدمين حول العالم من تعطيل هذا الاستخدام، باستثناء مناطق مثل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة التي تفرض قوانين أكثر صرامة لحماية البيانات.
آلية عمل الإعلانات
أكد موسيري أن أنظمة التوصية داخل ميتا لا تحتاج إلى تسجيل المحادثات الصوتية لتحقيق دقة عالية في استهداف الإعلانات. وتعتمد هذه الأنظمة على:
- بيانات المعلنين: حيث يشارك الشركاء معلومات حول زوار مواقعهم.
- الخوارزميات الذكية: التي تستند إلى الاهتمامات المشتركة بين المستخدمين.
- التعلم من التفاعلات: مثل الإعجابات، البحث، والمحادثات مع روبوتات الذكاء الاصطناعي.
هذه المنظومة، وفق موسيري، تجعل توصيات الإعلانات تبدو “شخصية للغاية”، حتى إن بعض المستخدمين يظنون أن هواتفهم تستمع إليهم.
View this post on Instagram
مخاوف الخصوصية
رغم نفي ميتا المستمر لاستخدام الميكروفونات، أثارت السياسة الجديدة جدلاً واسعاً بين خبراء الخصوصية. ويرى بعض المحللين أن جمع بيانات المحادثات مع روبوتات الذكاء الاصطناعي يمثل شكلاً جديداً من استغلال المعلومات الشخصية لأغراض إعلانية.
ووفق تقارير من Fortune و eMarketer، يُعدّ هذا التحول خطوة متقدمة نحو تحويل بيانات الأفراد إلى مصدر دخل مباشر عبر خوارزميات الإعلانات الموجهة.
موسيري يربط بين الصدفة والتوصيات
أشار موسيري إلى أن بعض المستخدمين قد يفسرون ظهور إعلان بعد نقاش عائلي أو شخصي كأنه نتيجة “تجسس”، بينما يكون السبب مجرد مصادفة أو تأثير نفسي. وأوضح أن المستخدم ربما شاهد الإعلان مسبقاً دون أن ينتبه، ثم تحدث لاحقاً عن المنتج، مما يعزز هذا الشعور.
تصريحات موسيري جاءت لتفنيد الادعاءات المستمرة حول استخدام الميكروفون للتجسس، لكنها تزامنت مع سياسات جديدة لميتا تفتح الباب أمام جمع بيانات أعمق عبر الذكاء الاصطناعي. هذه التوجهات تعكس مساراً مثيراً للجدل حول مستقبل الخصوصية الرقمية، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية لفرض رقابة أكثر صرامة على شركات التكنولوجيا العملاقة.