اعترضت القوات الإسرائيلية 39 سفينة كانت تحمل مساعدات إنسانية ونشطاء أجانب متجهين إلى قطاع غزة. وأكد منظمو “أسطول الصمود العالمي” أن سفينة واحدة فقط ما تزال تواصل رحلتها نحو غزة.
أظهرت لقطات مصورة، بثت مباشرة عبر الإنترنت وتحققت منها وكالات أنباء دولية، جنودًا إسرائيليين مزودين بخوذ ونظارات للرؤية الليلية وهم يصعدون على متن السفن. ظهر الركاب وهم يرتدون سترات النجاة ويرفعون أيديهم، بينما جلست الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ محاطة بالجنود على سطح إحدى السفن.
تحويل الركاب إلى ميناء إسرائيلي
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفن المعترضة ستُنقل إلى ميناء أشدود، مؤكدة أن الركاب، بينهم تونبرغ، “بصحة جيدة وآمنون”.
الأسطول، الذى أبحر أواخر أغسطس، تضمن أكثر من 40 سفينة مدنية تحمل نحو 500 برلماني ومحامي وناشط، وكان ينقل مساعدات طبية وغذائية إلى غزة. غير أن مساره واجه إنذارات متكررة من البحرية الإسرائيلية، التي طالبته بالعودة وعرضت إدخال المساعدات عبر “قنوات آمنة”.

إدانات دولية وتحركات قانونية
أدانت تركيا ما وصفته بـ “الاعتداء الإرهابي” على الأسطول، وأعلنت النيابة العامة في إسطنبول فتح تحقيق بعد توقيف 24 مواطناً تركياً. أما في كولومبيا، أمر الرئيس غوستافو بيترو بطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية وألغى اتفاقية التجارة الحرة بعد اعتقال مواطنين كولومبيين. كما نددت ماليزيا باحتجاز 23 من رعاياها، فيما شهدت إيطاليا وكولومبيا احتجاجات واسعة، ودعت اتحادات العمال الإيطالية إلى إضراب عام.
ردود إسرائيل وتحذيرات مسبقة
بررت إسرائيل اعتراض الأسطول بأنه ينتهك “حصاراً قانونياً” على غزة، وأكدت أنها عرضت تمرير المساعدات عبر قنوات آمنة. كما وصف المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في إيطاليا الرحلة بأنها “استفزازية” وليست ذات أهداف إنسانية.
خلفية عن محاولات سابقة
فرضت إسرائيل حصارًا بحريًا على غزة منذ عام 2007 بعد سيطرة حركة حماس على القطاع. ومنذ ذلك الحين حاول نشطاء مرارًا إيصال المساعدات بحرًا. وفي عام 2010، قُتل تسعة نشطاء عندما اعترضت القوات الإسرائيلية أسطول ضمت ست سفن وأكثر من 700 ناشط من خمسين دولة.
في يونيو الماضي، اعتقلت البحرية الإسرائيلية غريتا تونبرغ وطاقمها على متن سفينة صغيرة حاولت الوصول إلى غزة.
استمرار الحصار وتداعيات الحرب
تشهد غزة دمارًا واسعًا بعد نحو عامين من الحرب التي اندلعت عقب هجمات 7 أكتوبر 2023، وتشير إحصاءات فلسطينية إلى مقتل أكثر من 65 ألف شخص منذ بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية. من جانبها، تبرر إسرائيل استمرار الحصار باعتباره وسيلة لمنع وصول الأسلحة إلى حماس، بينما يرى مراقبون ومؤيدو القوافل الإنسانية أن الهدف الحقيقي من اعتراض السفن هو إطالة الأزمة ومنع وصول الإغاثة.