دعت النقابات العمالية الكبرى في إيطاليا إلى إضراب عام يوم الجمعة، تضامناً مع أسطول الصمود المتجه إلى غزة. وجاءت هذه الدعوة بعد اعتراض القوات الإسرائيلية سفن المساعدات المدنية التي حاولت كسر الحصار عبر البحر، في خطوة أثارت موجة غضب داخلي وخارجي.
احتجاجات تعم المدن الإيطالية
شهدت مدن إيطالية كبرى مظاهرات ليلية واسعة، حيث اقتحم محتجون محطة القطارات الرئيسية في نابولي ما أدى إلى توقف حركة القطارات. وفي روما، طوقت الشرطة محطة “تيرميني” بعد تجمع العشرات قرب المداخل. كما أعلنت نقابة USB نيتها تنظيم مظاهرة في ميناء جنوة لإغلاقه، داعية المحتجين للتجمع عند المداخل الرئيسية.
اعتراض أسطول الصمود
يتكون أسطول الصمود العالمي من أكثر من 40 سفينة مدنية تقل حوالي 500 ناشط وبرلماني ومحامٍ من عدة دول، بينهم وفد إيطالي. وكان الأسطول يسعى إلى كسر حصار غزة عبر إدخال أدوية ومساعدات غذائية، رغم التحذيرات الإسرائيلية. لكن البحرية الإسرائيلية اعترضت حتى الآن نحو 39 سفينة، وأكدت أنها لن تسمح بوصولها إلى غزة.
نقابات إيطالية تندد بالاعتراض
اعتبرت نقابة CGIL أن “الاعتداء على سفن تقل مدنيين إيطاليين أمر خطير للغاية”، مؤكدة انضمامها إلى الإضراب العام. كما أعلنت نقابات أخرى مشاركتها في الخطوة، في ظل تنامي الغضب الشعبي داخل البلاد.
توسع الاحتجاجات داخل إيطاليا
لم تقتصر الاحتجاجات على المظاهرات، إذ قام عمال الموانئ خلال الأسبوعين الماضيين بمنع سفن يعتقد أنها مرتبطة بتجارة مع إسرائيل من الرسو أو التحميل. وفي ميلانو، كانت مظاهرات سابقة لدعم غزة قد تحولت إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة.
موقف الحكومة الإيطالية
أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أن نظيره الإسرائيلي طمأنه بعدم استخدام العنف ضد النشطاء، إلا أن القلق يتزايد بعد التطورات الأخيرة. وأعلنت إيطاليا أن بحرية البلاد ستتوقف عن مرافقة الأسطول عند مسافة 150 ميلاً بحرياً من غزة، في إشارة إلى التخلي عن أي حماية مباشرة للأسطول.
مواقف دولية وضغوط دبلوماسية
طالبت كل من إيطاليا واليونان إسرائيل بعدم إيذاء النشطاء، كما اقترحتا نقل المساعدات عبر الكنيسة الكاثوليكية لتوزيعها داخل غزة، لكن منظمي الأسطول رفضوا الاقتراح. وفي الوقت نفسه، تصاعدت الإدانات الدولية لإسرائيل، مع دعوات إلى فتح تحقيق بشأن قانونية اعتراض السفن المدنية.
مشاركة شخصيات بارزة
من بين المشاركين في الأسطول الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، التي أكدت السلطات الإسرائيلية أنها بصحة جيدة وسيتم ترحيلها. وجود شخصيات معروفة ساهم في تعزيز الحراك الإعلامي والسياسي حول القضية.
احتجاجات أوروبية واسعة
لم تقتصر التحركات على إيطاليا فقط، بل امتدت إلى عدة دول أوروبية حيث شهدت الجامعات ومحطات القطارات والموانئ موجة احتجاجات، ما يعكس اتساع التضامن الشعبي مع غزة وضد الحصار المفروض عليها.
يبدو أن اعتراض أسطول الصمود فتح فصلاً جديداً من التوترات بين إسرائيل وأوروبا، إذ امتزج الغضب الشعبي بالإضرابات النقابية، فيما تحاول الحكومات الأوروبية تجنب مواجهة مباشرة مع تل أبيب. ومع تصاعد الضغوط الدولية، يبقى مصير المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة معلّقاً على طاولة الصراع السياسي والدبلوماسي.