قررت الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية دقيقة حول أهداف البنية التحتية للطاقة داخل روسيا، وفق ما أكد مسؤولون أميركيون لرويترز. ويمثل القرار أول تحول معلن يوافق عليه الرئيس دونالد ترامب منذ تشديد خطابه ضد موسكو خلال الأسابيع الأخيرة، في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
عائدات الطاقة الروسية
تهدف الخطوة إلى تسهيل ضربات أوكرانية لمنشآت استراتيجية مثل المصافي، وخطوط الأنابيب، ومحطات الطاقة، بما يقلص عائدات النفط والغاز التي يعتمد عليها الكرملين لتمويل الحرب. وأشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن هذا التعاون سيجعل كييف أكثر قدرة على إضعاف مصادر تمويل روسيا.
واشنطن تضغط على أوروبا لوقف شراء النفط
يواصل ترامب الضغط على الدول الأوروبية لوقف شراء النفط الروسي مقابل التزامه بفرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو. كما اتخذ خطوات للضغط على دول مثل الهند وتركيا لوقف استيراد الخام الروسي بأسعار مخفضة. وفي السياق نفسه، أكد وزراء مالية مجموعة السبع أنهم سيتخذون إجراءات مشتركة لتعزيز القيود على صادرات الطاقة الروسية.
واشنطن تبحث منح كييف بصواريخ توماهوك
إلى جانب المعلومات الاستخباراتية، تدرس الولايات المتحدة طلب أوكرانيا بالحصول على صواريخ “توماهوك” التي يصل مداها إلى 2500 كيلومتر، ما يتيح لها استهداف موسكو ومعظم الأراضي الروسية من داخل أوكرانيا. وفي المقابل، حذرت روسيا من أن تزويد كييف بهذه الصواريخ لن يغيّر المعادلة على الأرض.
أوكرانيا تراهن على دعم الغرب
تزامن القرار الأميركي مع تصريحات لترامب على منصة “تروث سوشال”، حيث أكد أن أوكرانيا، بدعم الاتحاد الأوروبي، قادرة على استعادة جميع أراضيها المحتلة. وجاءت هذه التصريحات عقب لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن.
روسيا تتمسك بموقفها
من جهته، وصف مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الرئيس ترامب بأنه “سياسي من نوع خاص يبحث عن حلول سريعة”، مضيفاً أن الوضع في أوكرانيا لا يمكن حله بقرارات سريعة. وأكد أن موسكو ترى الحرب “عملية عسكرية خاصة” لوقف تمدد الناتو شرقاً، فيما تعتبر كييف وحلفاؤها الغربيون الغزو محاولة استعمارية للسيطرة على الأراضي.
في النهاية، يمثل قرار واشنطن بمنح أوكرانيا بمعلومات عن أهداف الطاقة داخل روسيا منعطفاً جديداً في مسار الحرب، مع تصاعد الضغط الأميركي والأوروبي لتجفيف موارد موسكو المالية، بالتوازي مع بحث إرسال أسلحة متطورة مثل صواريخ توماهوك. ويعكس هذا التحول رغبة إدارة ترامب في دفع روسيا إلى طاولة المفاوضات عبر ضرب عصب اقتصادها المعتمد على الطاقة.