أعلن وزير النفط العراقي حيان عبد الغني اليوم السبت عن تسلم أكثر من مليون برميل من النفط الخام من إقليم كردستان العراق منذ استئناف ضخ النفط عبر خط الأنابيب العراقي التركي المؤدي إلى ميناء جيهان. كما أكد الوزير أن أول ناقلة نفطية تم تحميلها بالفعل في الميناء التركي بحمولة بلغت نحو 650 ألف برميل يوميا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمثل نقلة مهمة في ملف تصدير النفط العراقي بعد توقف دام أكثر من عامين.
توحيد الجهود بين بغداد وأربيل
كشف عبد الغني أن الحكومة الاتحادية تولت للمرة الأولى مسؤولية تسلم النفط المنتج في الإقليم وإدارة تصديره إلى الخارج، واصفًا هذا التعاون بأنه “إنجاز كبير” يعزز وحدة الموقف بين بغداد وأربيل في مجال إدارة الثروات النفطية وتوحيد الموارد المالية ضمن الموازنة العامة للدولة.
وأوضح أن الكميات المستلمة حتى الآن تجاوزت المليون برميل، مع استمرار تدفق النفط نحو ميناء جيهان ضمن خطة مرحلية لزيادة الصادرات تدريجيا خلال الأشهر المقبلة.
اتفاقيات جديدة مع شركات النفط العاملة
جاء استئناف الضخ بعد توصل ثماني شركات نفط عاملة في الإقليم إلى اتفاقات جديدة مع الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم.
وبموجب الاتفاق، تقوم حكومة إقليم كردستان بتسليم النفط الخام إلى شركة تسويق النفط “سومو”، بينما يتولى التجار المستقلون عمليات البيع من ميناء جيهان وفق الأسعار الرسمية التي تحددها “سومو”. كما سيحصل المنتجون على 16 دولارًا للبرميل الواحد كعائد من عمليات التصدير.
زيادة متوقعة في الصادرات العراقية
أشار رئيس قسم السوق الأوروبية في شركة “سومو” ريكان كريم إلى أن الشركة تخطط لرفع حجم التدفقات النفطية عبر خط أنابيب كركوك–جيهان إلى ما بين 400 و500 ألف برميل يوميًا العام المقبل. كما أكدت وزارة النفط العراقية أن إجمالي صادرات البلاد من النفط سيصل إلى نحو 3 ملايين و650 ألف برميل يوميًا بعد إدخال نفط إقليم كردستان مجددًا ضمن منظومة التصدير الوطني.
أثر اقتصادي إيجابي على الموازنة
يسهم استئناف ضخ النفط من كردستان في تعزيز الإيرادات العامة ودعم الموازنة الاتحادية، إلى جانب زيادة القدرة التصديرية للعراق في الأسواق العالمية، خصوصًا إلى أوروبا التي ما تزال تبحث عن مصادر مستقرة للطاقة. ويُتوقع أن يؤدي هذا التطور إلى تحسين العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بغداد وأربيل، ورفع مكانة العراق كمصدر رئيسي في سوق النفط العالمي.
في النهاية، يعكس استئناف ضخ النفط من إقليم كردستان خطوة استراتيجية تعزز التكامل الاقتصادي بين بغداد وأربيل، وتفتح مرحلة جديدة من التعاون في إدارة الثروات الوطنية. ومع عودة تدفق النفط عبر خط كركوك–جيهان، يستعيد العراق موقعه كمصدر موثوق للطاقة في الأسواق العالمية، مستفيدًا من التفاهمات الجديدة مع الشركات العاملة والإقليم.
من المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في زيادة الإيرادات وتعزيز الاستقرار المالي، مما ينعكس إيجابًا على الموازنة العامة والتنمية الاقتصادية، ويمهّد الطريق أمام مرحلة أكثر استقرارًا في العلاقات السياسية والاقتصادية داخل البلاد.