حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من خطر وقوع حوادث إشعاعية، بعد أن تسببت طائرة مُسيّرة روسية في انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ثلاث ساعات عن موقع كارثة تشيرنوبل النووية شمال أوكرانيا. كما زاد الهجوم من المخاوف التي ظهرت قبل أسبوع، حينما فقدت محطة زابوريجيا النووية الخاضعة للسيطرة الروسية اتصالها بشبكة الكهرباء نتيجة ضربات متبادلة.
ضرورة استمرار إمداد الطاقة للمحطات النووية
تتطلب كل من تشيرنوبل وزابوريجيا، رغم توقفهما عن العمل، إمداداً دائماً بالكهرباء لتشغيل أنظمة التبريد للوقود النووي المستهلك، ومنع أي حادث إشعاعي محتمل. كما يعرض انقطاع الكهرباء كذلك أنظمة المراقبة الإشعاعية للخطر، وهي أنظمة يديرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيادة الأمان في تشيرنوبل.
تفجير قبة تشيرنوبل وآثارها
ضُربت قبة الاحتواء الآمن الجديدة (New Safe Confinement) في تشيرنوبل في هجوم بطائرة مسيرة، ما أحدث ضررًا في الغلاف الخارجي والداخلي. وبينما لم تسجّل الجهات المختصة ارتفاعًا في مستويات الإشعاع، فإن تعطّل المراقبة لفترات طويلة يعزّز المخاطر.
انتقاد الوكالة الدولية للطاقة الذرية
اتهم زيلينسكي روسيا بـ”تعمد خلق تهديدات إشعاعية”، وانتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيسها رفائيل غروسي لما وصفه بـ”الاستجابة الضعيفة” تجاه هذه المخاطر، مؤكداً أن “الإجراءات القوية” وحدها قادرة على حماية الأمن النووي العالمي.
بوتين يرد ويتهم أوكرانيا
من جهته، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهامات كييف، واعتبر أن ضرب خطوط الكهرباء حول زابوريجيا “هراء”، متهماً أوكرانيا بمهاجمة المحطة النووية، ومحذراً من إمكانية الرد بالمثل.
مسيّرات تشل دفاعات سلافيتيتش
كشف زيلينسكي أن روسيا أطلقت أكثر من 20 طائرة مسيّرة من طراز “شاهد” على مدينة سلافيتيتش التي تزود تشيرنوبل بالطاقة. وقد تسببت المسيّرات في انقطاع التيار، مما أثر على القبة الخرسانية الواقية لمفاعل تشرنوبل التي تمنع تسرب الغبار الإشعاعي من المفاعل الرابع المدمر، إضافة إلى مخازن تحتوي أكثر من 3 آلاف طن من الوقود النووي المستهلك.
زابوريجيا تعمل بمولدات ديزل
تستمر محطة زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا، في الاعتماد على مولدات ديزل لتشغيل أنظمة التبريد، بعد أكثر من أسبوع من الانفصال عن الشبكة الكهربائية. كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم وجود خطر مباشر، لكنها شددت على ضرورة إعادة توصيل المحطة بالشبكة سريعاً.
خبراء يحذرون من انهيار الأمان النووي
أكد خبراء الطاقة النووية أن أي انقطاع طويل للكهرباء سيجعل من المستحيل تشغيل أنظمة التبريد بأمان، مما يهدد بتسرب كميات كبيرة من المواد المشعة بعد أيام قليلة.
تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا
في تطور آخر، تبادلت موسكو وكييف مئات الأسرى، حيث استعاد الجانب الأوكراني 185 عسكرياً و20 مدنياً، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عودة العدد نفسه من جنودها ومدنيها.
تختتم أوكرانيا أسبوعًا حافلًا بالهجمات على منشآتها الحيوية وسط تصاعد القلق من تهديدات قد تتحول إلى كارثة نووية عالمية إذا استمرت الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة. وبينما يؤكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن الخطر لا يهدد بلاده وحدها بل الأمن الإشعاعي الدولي بأسره، تلتزم الوكالات الدولية بالصمت أو التحذيرات الشكلية، دون اتخاذ خطوات عملية لحماية منشآت مثل تشيرنوبل وزابوريجيا. ومع استمرار الحرب ودخولها عامها الرابع، تبدو الحاجة ملحّة إلى تحرك دولي عاجل لتأمين المواقع النووية ومنع انزلاق المنطقة إلى أزمة بيئية غير مسبوقة قد تمتد آثارها إلى أوروبا والعالم بأسره.