دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إسرائيل، إلى وقف فوري للقصف على قطاع غزة، بعد إعلان حركة حماس موافقتها على إطلاق سراح جميع الأسرى وقبول شروط رئيسية ضمن خطة أمريكية لإنهاء الحرب. وأكد أن حماس أبدت استعدادها لـ”سلام دائم”، محملًا حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية الخطوة التالية.
استجابة إسرائيل لخطة ترامب
أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل تستعد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، والتي تبدأ بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، صدرت تعليمات للجيش بتقليل العمليات العسكرية في غزة، لكن القصف استمر في مناطق عدة، منها شارع الثلاثيني في غزة وحي الرمال، إضافة إلى ضربات على خان يونس.
تفاصيل خطة السلام
تتضمن خطة ترامب وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وتبادل جميع الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من غزة، ونزع سلاح حركة حماس، وتشكيل حكومة انتقالية بإدارة دولية. كما شملت إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع.

موقف حماس
أعلنت حماس موافقتها على إطلاق سراح جميع الأسرى وفق صيغة تبادل متفق عليها، واستعدادها لتسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مستقلة تحظى بدعم عربي وإسلامي. لكنها لم تعلن قبولها بنزع السلاح أو الانسحاب المرحلي، وأكدت رفضها التخلي عن قوتها العسكرية قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
ضغط داخلي على نتنياهو
يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية متزايدة من عائلات الأسرى والجمهور المطالب بوقف الحرب، مقابل إصرار تياره اليميني المتشدد على استمرار العمليات العسكرية حتى تحقيق أهدافه بالكامل. الحرب التي اندلعت بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، أسفرت عن مقتل أكثر من 66 ألف شخص في غزة، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة بالقطاع، وسط اتهامات من جهات أممية بارتكاب جريمة إبادة.
وساطة قطر ومصر
بدأت قطر، بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة، اتصالات مكثفة لاستكمال المفاوضات حول خطة ترامب، وسط توقعات بصعوبات في تجاوز القضايا الخلافية بين إسرائيل وحماس.
تعتبر مبادرة ترامب لوقف الحرب في غزة نقطة تحول مفصلية في مسار الصراع المستمر منذ عامين، إذ أعادت تحريك الجهود الدبلوماسية بعد شهور من الجمود والتصعيد. وبينما تظهر حماس استعدادًا مشروطًا للسلام، تحاول إسرائيل تحقيق توازن صعب بين الضغوط الداخلية والتزاماتها السياسية والعسكرية. ومع دخول قطر ومصر والولايات المتحدة على خط الوساطة، يظل الأمل قائمًا في التوصل إلى اتفاق شامل يُنهي معاناة المدنيين ويفتح الباب أمام تسوية أوسع تعيد الاستقرار إلى المنطقة.
ومع ذلك، فإن الطريق نحو سلام دائم في غزة لا يزال مليئًا بالعقبات، من قضايا نزع السلاح إلى مستقبل الحكم المحلي، ما يجعل الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه المبادرة ستتحول إلى اتفاق واقعي أم تبقى مجرد فرصة سياسية عابرة.