في تصعيد جديد، شنت روسيا فجر الأحد هجوماً واسعاً بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدف مناطق متعددة في أوكرانيا، أبرزها إقليم لفيف القريب من الحدود البولندية، فيما أعلنت بولندا عضو حلف شمال الأطلسي (الناتو) حالة التأهب القصوى لحماية مجالها الجوي.
بولندا تفعل الدفاعات الجوية لحماية أجوائها
تحركت بولندا سريعاً بعد رصد الموجة الروسية من الهجمات، كما أوضحت القيادة البولندية في بيان عبر منصة إكس أن الطائرات البولندية والحليفة “تعمل بالفعل في الأجواء”، بينما جرى رفع جاهزية أنظمة الدفاع الجوي والاستطلاع الراداري إلى أعلى مستوى.
تأتي هذه الإجراءات في وقت تتزايد فيه الانتهاكات الجوية الروسية لمجال أوروبا الشرقي، حيث كانت بولندا قد أسقطت طائرة مسيّرة روسية داخل أراضيها في سبتمبر الماضي. كما شهدت مدن أوروبية مثل كوبنهاغن وميونيخ حوادث مشابهة تسببت في اضطرابات جوية.
ليتوانيا توقف الملاحة مؤقتاً
أغلقت ليتوانيا مطار فيلنيوس الدولي لعدة ساعات ليلة السبت، بعد تقارير عن بالونات مجهولة تتجه نحو المطار. وأظهرت بيانات موقع فلايترادار24 أن الرحلات الجوية التجارية في ساعات الصباح المبكرة الأحد تم تحويلها إلى مسارات بديلة عادة ما تُستخدم عند إغلاق مطاري لوبلين ورشوف البولنديين القريبين من الحدود الأوكرانية.
فرض الإنذار في كافة أوكرانيا
أعلنت السلطات الأوكرانية حالة إنذار جوي شاملة طوال الليل في مختلف مناطق البلاد، مع تحذيرات من هجمات صاروخية وطائرات مسيّرة مكثفة على غرب أوكرانيا.
أكد أندريه سادوفي، رئيس بلدية لفيف، أن الدفاعات الجوية في المدينة تصدت لهجوم مزدوج شمل طائرات مسيّرة وصواريخ روسية. وأشار إلى أن أجزاء واسعة من المدينة انقطعت عنها الكهرباء صباح الأحد، وأن خدمات النقل العام ما تزال متوقفة. كما وصف شهود عيان أجواء لفيف بأنها أشبه بـ”حصار ناري” مع سماع أصوات الدفاع الجوي في مختلف الاتجاهات.
قتيل وتسع إصابات في زابوروجيا
وفي الجنوب، تعرضت مدينة زابوروجيا لهجوم ليلي أدى إلى مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين، وفق ما أعلنه الحاكم الإقليمي إيفان فيدوروف عبر تليغرام. وأوضح أن الهجوم ألحق أضراراً بعدد من المساكن والمباني والسيارات، ما أسفر عن انقطاع الكهرباء عن أكثر من 73 ألف مشترك.
وأضاف فيدوروف أن محطة زابوروجيا النووية الواقعة تحت السيطرة الروسية لا تزال منذ 23 سبتمبر بلا إمدادات خارجية من الطاقة، مما يزيد من المخاوف بشأن سلامتها.
تحذيرات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية
دعا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، موسكو وكييف إلى إظهار “الإرادة السياسية” لضمان السلامة في محيط المحطة النووية الأكبر في أوروبا. ولم يصدر أي تعليق روسي بعد على الهجمات الليلية الأخيرة.
استمرار الحرب الجوية واستهداف البنية التحتية
تواصل روسيا وأوكرانيا تبادل الهجمات الجوية في إطار حرب استنزاف تستهدف البنية التحتية الحيوية للطاقة والنقل. ويؤكد المراقبون أن هذه الضربات تسعى إلى إضعاف معنويات السكان وقطع الإمدادات اللوجستية عن القوات على الجبهات.