تواصل القوات الإسرائيلية قصف قطاع غزة من البر والبحر والجو، في الذكرى الثانية لهجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وسط غياب أي اتفاق لوقف إطلاق النار. ويأتي ذلك بينما بدأت حماس وإسرائيل محادثات غير مباشرة في منتجع شرم الشيخ المصري، لمناقشة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
إسرائيل تكثف هجماتها رغم بدء المفاوضات
يضرب الجيش الإسرائيلي عدة مناطق في شمال غزة وخان يونس جنوبًا، مستخدمًا الطائرات الحربية والمدفعية والدبابات. كما أكد شهود عيان بأن أصوات الانفجارات لم تتوقف منذ الفجر، بينما أطلقت الفصائل الفلسطينية رشقات صاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، مما أدى إلى تشغيل صافرات الإنذار في المناطق الحدودية.
فصائل المقاومة تؤكد استمرار القتال
أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية، ومن بينها حركة حماس والجهاد الإسلامي، تمسكها بخيار “المقاومة بكل الوسائل” لمواجهة الاحتلال، مؤكدة رفضها أي محاولات لنزع سلاحها ضمن المفاوضات. وذكرت في بيانها أن “السلاح سيبقى بأيدي أبناء الشعب الفلسطيني حتى تحرير كامل الأرض والمقدسات”.
غزة بين الموت والنزوح بعد عامين من الحرب
منذ اندلاع الصراع، استشهد أكثر من 67 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة. كما أكدت الأمم المتحدة أن القطاع يعاني أوضاعًا إنسانية كارثية، بينما تتهم إسرائيل الفصائل باستخدام المدنيين كـ”دروع بشرية”، ما تنفيه حماس بشدة.
انتقادات دولية وتصاعد العزلة الدبلوماسية
تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة بعد تقارير أممية تتهمها بارتكاب انتهاكات جسيمة في غزة. وردت الحكومة الإسرائيلية على التقارير بوصفها “منحازة”. في المقابل، اعترفت عدة دول أوروبية وعربية بالدولة الفلسطينية، فيما شهدت مدن حول العالم مظاهرات حاشدة تندد باستمرار العمليات العسكرية.
خطة ترامب لإيقاف الحرب
تسعى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تحظى بدعم عربي وغربي، إلى وقف القتال والإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة. ومع ذلك، لا تزال العقبات السياسية والأمنية قائمة، وسط خلافات حول من سيتولى إدارة القطاع بعد الحرب، في ظل رفض واشنطن وتل أبيب لأي دور لحماس.
مفاوضات شرم الشيخ على خط النار
تجرى المفاوضات في أجواء مشحونة، حيث تطالب حماس بجدول زمني واضح لانسحاب القوات الإسرائيلية وتأكيدات بإنهاء العمليات. ورغم ضغوط واشنطن لتسريع الاتفاق خلال 72 ساعة، يرى مراقبون أن استعادة الأسرى أو جثامين القتلى قد تتطلب وقتًا أطول. كما يشارك في المباحثات ممثلون عن إسرائيل والولايات المتحدة، من بينهم مستشار ترامب جاريد كوشنر، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
مستقبل مجهول ينتظر غزة
بين القصف المستمر والمفاوضات المتعثرة، يترقب سكان غزة نتائج المباحثات بقلق وأمل. ومع استمرار النزاع للعام الثالث على التوالي، تبدو التسوية النهائية بعيدة المنال، فيما تظل غزة عنوانًا للألم والصمود، وسؤال الحرب والسلام مفتوحًا على مصير لا يزال غامضًا.