أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أنها اعترضت الليلة الماضية 210 طائرات مسيّرة أوكرانية، في أكبر عملية مواجهة للمسيرات منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022. كما تواصل كييف ضرب العمق الروسي لليوم الثاني على التوالي، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين موسكو وواشنطن حول دعم أوكرانيا بصواريخ توماهوك.
الدفاع الروسية تكشف تفاصيل الهجمات
ذكرت وزارة الدفاع أن قواتها أسقطت 62 مسيّرة فوق كورسك، و31 فوق منطقة بيلغورود الحدودية. وفي ساعات الفجر، أكدت إسقاط 25 مسيّرة، بينها 16 فوق البحر الأسود، إضافة إلى اعتراض 30 مسيّرة في إقليم نيجني نوفغورود شرق موسكو، على بعد مئات الكيلومترات من الحدود.
كييف تواصل استهداف الأراضي الروسية
واصلت أوكرانيا شن هجمات بالمسيرات على الأراضي الروسية، مستهدفة بشكل خاص منشآت الطاقة والبنية التحتية. وأكدت تقارير رسمية أن حطام المسيرات لم يؤدِ إلى أضرار كبيرة أو سقوط إصابات. وتأتي هذه الهجمات بعد يوم واحد من إعلان موسكو اعتراض 250 مسيّرة أوكرانية، أسفرت إحداها عن مقتل شخصين في بيلغورود.
موسكو تكثف ضرباتها على أوكرانيا
في المقابل، كثفت روسيا ضرباتها على شبكة الكهرباء الأوكرانية خلال الأيام الماضية، مما أثار مخاوف من إغراق البلاد في الظلام مع اقتراب فصل الشتاء. وتعيد هذه المشاهد إلى الأذهان أزمة الطاقة التي شهدتها أوكرانيا الشتاء الماضي، مع ما ترتب عليها من صعوبات في التدفئة.
خريطة السيطرة العسكرية
بحسب تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية بالاعتماد على بيانات “معهد دراسات الحرب” الأميركي، تسيطر روسيا بشكل كامل أو جزئي على 19% من الأراضي الأوكرانية حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، مقارنة بـ7% قبل فبراير/شباط 2022، والتي كانت تشمل القرم ودونباس.
ترامب يرفض إمداد كييف بصواريخ توماهوك قبل ضمان الاستخدام
صرح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أنه يريد معرفة خطط أوكرانيا لاستخدام صواريخ “توماهوك” قبل الموافقة على توريدها. وأوضح أنه لا يرغب في تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد طلب من واشنطن بيع هذه الصواريخ لدول أوروبية، لتقوم بإرسالها إلى كييف. وتصل قدرة صواريخ توماهوك إلى مدى 2500 كيلومتر، ما يجعل موسكو في مرمى أوكرانيا حال حصولها عليها.
بوتين يحذر من تدمير العلاقات مع واشنطن
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بصواريخ توماهوك لاستخدامها في ضربات بعيدة داخل روسيا، سيؤدي إلى تدمير العلاقات الروسية الأميركية بشكل كامل.
تؤكد التطورات الميدانية الأخيرة أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا تدخل مرحلة تصعيد جديدة، تتداخل فيها الحسابات العسكرية والسياسية والدبلوماسية. وبينما تواصل كييف استخدام المسيرات للضغط على موسكو، ترد الأخيرة بضربات مكثفة تستهدف البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا. وسط هذا التصعيد، تبقى مواقف واشنطن وحلفائها محوراً حاسماً في مسار الصراع، في ظل تحذيرات من انزلاق النزاع نحو مواجهة أوسع قد تعيد تشكيل ميزان القوى في أوروبا والعالم.