وجهت روسيا ضربة جوية عنيفة خلال الليل أدت إلى أضرار جسيمة في إحدى محطات الطاقة الحرارية الأوكرانية، وفق ما أكدته السلطات صباح الأربعاء. يأتي هذا الهجوم في إطار حملة موسكو الواسعة التي تهدف إلى حرمان الأوكرانيين من التدفئة والكهرباء والمياه مع اقتراب فصل الشتاء القارس.
أعلنت شركة DTEK، أكبر مشغل للكهرباء في أوكرانيا، إصابة عاملَين في الهجوم دون أن تكشف عن موقع المحطة المستهدفة. وأوضحت أن فرق الصيانة تعمل بلا توقف لإصلاح الأضرار وإعادة التيار الكهربائي للمناطق المتضررة.
استهداف الضربات الروسية شبكة الطاقة
تواصل موسكو منذ بداية غزوها الشامل لأوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات ضرب منشآت الطاقة الحيوية، في محاولة لكسر إرادة الشعب الأوكراني وتعطيل الإنتاج العسكري. وقال مسؤولون إن روسيا تسعى سنوياً إلى شلّ شبكة الكهرباء الأوكرانية قبل حلول الشتاء لاستخدام البرد كسلاح ضد المدنيين.
من جانبها، تلتزم السلطات الأوكرانية بتكتم شديد بشأن تفاصيل هذه الهجمات، لتجنب كشف معلومات استخباراتية يمكن أن يستفيد منها العدو.
مقاومة الأوكرانيون البرد تحت القصف
في مدينة شوستكا شمال شرق البلاد، تضررت الإمدادات الكهربائية بشدة. ورداً على ذلك، أقامت السلطات المحلية خياماً تتيح للسكان التدفئة وشحن هواتفهم وتناول الشاي الساخن والحصول على دعم نفسي، كما نشر رئيس الإدارة الإقليمية، أوليه غريهوروف، صوراً على منصة “تليغرام” تُظهر السكان يطهون في مطابخ ميدانية على نيران مفتوحة وسط الشوارع.
أما رئيس بلدية شوستكا، ميكولا نوها، فقد أعلن عبر “فيسبوك” عن تحديد 11 موقعاً لتوزيع الطعام والمشروبات الساخنة، داعياً الأهالي إلى إحضار أوانيهم الخاصة.
الهجمات تمتد لتشمل مناطق واسعة
وأكدت السلطات الأوكرانية أن البنية التحتية للطاقة تعرضت أيضاً لضربات في مناطق تشيرنيهيف شمالاً، وخيرسون جنوباً، ودنيبرو في الجنوب الشرقي. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها تمكنت من اعتراض أو تشويش 154 من أصل 183 طائرة مسيرة هجومية روسية تم إطلاقها خلال الليل.
في المقابل، أفادت روسيا بأن دفاعاتها الجوية أسقطت 53 طائرة مسيرة أوكرانية فوق تسع مناطق داخل أراضيها. بينما أعلن حاكم منطقة بيلغورود الحدودية، فياتشيسلاف غلادكوف، عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخر في قصف أوكراني جديد تسبب أيضاً في انقطاع الكهرباء ببعض المناطق.
في النهاية، تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية بلا هوادة، ومع كل ضربة جديدة تتسع دائرة المعاناة الإنسانية في المدن الأوكرانية. ومع اقتراب الشتاء، يبدو أن استهداف البنية التحتية للطاقة لم يعد مجرد عمل عسكري، بل وسيلة للضغط النفسي على المدنيين وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة. وبين محاولات الإصلاح المستمرة واستمرار الهجمات، يواجه الأوكرانيون شتاءً قاسياً يتطلب صموداً استثنائياً وإصراراً على البقاء في وجه الحرب والبرد معاً.