في إنجاز جديد يضاف إلى سجلات جوجل، فاز ميشيل ديفوريت، كبير العلماء في قسم العتاد الكمّي في Google Quantum AI، بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2025، مناصفةً مع جون مارتينيس، القائد السابق لفريق العتاد الكمّي في جوجل، وجون كلارك، أستاذ الفيزياء في جامعة كاليفورنيا. كما جاء هذا التتويج تقديرًا لأبحاثهم في “اكتشاف النفق الكمّي الماكروسكوبي وتكميم الطاقة في دائرة كهربائية”، وهو ما وضع الأسس العلمية لتقنيات الحوسبة الكمّية الفائقة التوصيل.
جوجل تواصل تحقيق إنجازات نوبل
للعام الثاني على التوالي، تحقق جوجل إنجازًا جديدًا بحصول باحثيها على جوائز نوبل. ففي عام 2024، فاز أحد نواب الشركة السابقين بجائزة نوبل في الفيزياء، بينما تقاسم باحثون في DeepMind التابعة لجوجل جائزة نوبل في الكيمياء. مع هذه الجائزة، يرتفع عدد الحاصلين على جوائز نوبل من موظفي جوجل الحاليين والسابقين إلى خمسة علماء، منهم ديميس هاسابيس وجون جمبر وجيفري هينتون.
فتح الأبواب للحوسبة الكمّية الحديثة
أسست أبحاث هذه الجائزة على سلسلة من التجارب التي أجراها العلماء الثلاثة في عامي 1984 و1985. خلال هذه التجارب، تمكنوا من إثبات أن القوانين الغريبة لميكانيكا الكم، التي كانت تُعتبر محصورة في الذرات والجسيمات دون الذرية، يمكن التحكم فيها. علاوة على ذلك، استخدموا دوائر كهربائية فائقة التوصيل على رقاقة إلكترونية، وهو اكتشاف مهد الطريق لفهم أعمق في هذا المجال. ومن هنا، بدأت الأبحاث في فتح آفاق جديدة لعلم الفيزياء الكمية.
كما استخدم الفريق تقنية “وصلة جوزيفسون Josephson Junction”، التي تسمح بتوليد ظواهر كمية قابلة للتحكم. هذه التقنية أصبحت أساس الحوسبة الكمّية الحديثة. في هذا السياق، أوضحت جوجل في بيانها الرسمي أن “هذه الوصلات تشكل اليوم الأساس للكيوبتات الفائقة التوصيل التي تستخدم في تطوير حواسيبها الكمّية”.
من البحث الأساسي إلى التطبيقات العملية
تُعد هذه الجائزة تكريمًا ليس فقط للتاريخ الفيزيائي، بل أيضًا للاعتراف بالأسس التي بنيت عليها جهود جوجل الحالية في بناء الجيل التالي من الحواسيب الكمّية. الحواسيب الكمّية التي سيكون لها القدرة على حل مشكلات معقدة في مجالات مثل الطاقة والطب والمناخ.
في بيان لجنة نوبل، قال أولي إريكسون، رئيس لجنة نوبل للفيزياء: “إن من الرائع أن نحتفل بالطريقة التي تواصل بها ميكانيكا الكم تقديم مفاجآت جديدة، مع مرور قرن على اكتشافها. إنها ذات فائدة هائلة، إذ تشكل الأساس لكل التقنيات الرقمية الحديثة”.
BREAKING NEWS
The Royal Swedish Academy of Sciences has decided to award the 2025 #NobelPrize in Physics to John Clarke, Michel H. Devoret and John M. Martinis “for the discovery of macroscopic quantum mechanical tunnelling and energy quantisation in an electric circuit.” pic.twitter.com/XkDUKWbHpz— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 7, 2025
في النهاية، إن فوز ميشيل ديفوريت وزملائه بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2025 يعد دليلًا آخر على الدور الريادي الذي تلعبه جوجل في تطوير تقنيات الحوسبة الكمّية، والتي تعد المستقبل الواعد للعديد من الصناعات. هذا الإنجاز لا يعكس فقط تقديرًا للاكتشافات العلمية العميقة، بل أيضًا يبرز كيف أن هذه الأبحاث تفتح الأفق أمام حلول مبتكرة في مجالات الطاقة والطب والمناخ. مع استمرار تقدم ميكانيكا الكم، ننتظر أن تساهم هذه الاكتشافات في تحويل عالمنا بشكل جذري، مما يعزز من أهمية الاستثمار في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي كوسيلة لتحقيق مستقبل أفضل.
