رفضت إسرائيل الإفراج عن مروان البرغوثي، أبرز القياديين الفلسطينيين، في إطار صفقة تبادل الأسرى التي تم التوصل إليها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير مع حركة حماس. يعد البرغوثي من أبرز الشخصيات الفلسطينية التي يُنظر إليها كقائد موحد للفلسطينيين، وتطالب حماس منذ وقت طويل بالإفراج عنه كشرط لأي اتفاق.
إسرائيل ترفض الإفراج عن البرغوثي
برغم المطالبات الفلسطينية المتكررة، لا يبدو أن البرغوثي سيحظى بالإفراج عنه في هذه الصفقة. حيث أصدرت الحكومة الإسرائيلية قائمة تضم حوالي 250 أسيرًا فلسطينيًا سيتم الإفراج عنهم، لكن البرغوثي لم يكن من بينهم، إلى جانب شخصيات فلسطينية بارزة أخرى طالبت حماس بالإفراج عنها.
تاريخ البرغوثي ورؤيته السياسية
يعتبر مروان البرغوثي شخصية محورية في السياسة الفلسطينية، حيث نشأ في قرية كوبر بالضفة الغربية في عام 1959. درس التاريخ والسياسة في جامعة بير زيت وكان من أبرز المشاركين في الاحتجاجات الطلابية ضد الاحتلال الإسرائيلي في بداية الثمانينيات. في بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، برز البرغوثي كأحد القادة الشباب الذين ساهموا في تنظيم التظاهرات.
بعد تفجير الانتفاضة الثانية، تم اتهام البرغوثي بقيادة مجموعات مسلحة تابعة لحركة فتح التي نفذت هجمات ضد الإسرائيليين. على الرغم من تأكيده في كثير من الأحيان على حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، إلا أنه لم يعترف بتورطه المباشر في العمليات المسلحة، مؤكدًا في تصريحات عديدة أنه ليس إرهابيًا، ولكنه يرفض أن يكون مسالمًا في مواجهة الاحتلال.
البرغوثي كقائد موحد للفلسطينيين
يعتبر البرغوثي أحد الشخصيات التي يمكن أن توحد الفلسطينيين الذين يعانون من الانقسامات الداخلية. منذ سجنه، حاول البرغوثي بناء جسور مع الفلسطينيين من جميع الفصائل، وقد أثبت قدرته على التأثير رغم سجنه. في عام 2021، سجل قائمة خاصة به لخوض الانتخابات البرلمانية، قبل أن تُلغى الانتخابات في وقت لاحق.
رأي الخبراء في رفض إسرائيل الإفراج عن البرغوثي
يرى الخبراء أن إسرائيل تخشى من تأثير البرغوثي في مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ففي ظل سياستها التي تهدف إلى إبقاء الفلسطينيين منقسمين، يعد البرغوثي خطرًا على هذه السياسة، خاصة وأنه يمثل شخصية يمكن أن تزعزع توازن السلطة الفلسطيني بين الفصائل. علاوة على ذلك، يرى الكثيرون أن البرغوثي يشكل بديلًا محتملاً للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يعاني من تراجع شعبيته، في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى قيادة جديدة.
التفاعل مع حركة حماس
حركة حماس طالما اعتبرت البرغوثي أحد الشخصيات القادرة على حمل راية المقاومة والتفاوض مع إسرائيل في المستقبل. ويرى مسؤولو حماس أن إطلاق سراح البرغوثي ليس فقط خطوة نحو تعزيز موقفهم، ولكن أيضًا وسيلة لإحداث تحولات سياسية داخل فلسطين. فقد أشار موسى أبو مرزوق، أحد كبار مسؤولي حماس، إلى أن الحركة لا تزال متمسكة بمطالبتها بالإفراج عن البرغوثي وغيره من القادة البارزين.
تأثير الإفراج عن البرغوثي على الفلسطينيين
إذا تم الإفراج عن البرغوثي، من المتوقع أن يكون لذلك تأثير كبير على الوضع الداخلي الفلسطيني. الكثير من الفلسطينيين يرون فيه رمزًا للمقاومة وللحرية. كما أن شخصيته القوية قد تسهم في تعزيز المؤسسات الفلسطينية، وهو ما قد يكون مقلقًا لإسرائيل.
رفض إسرائيل الإفراج عن البرغوثي يظهر التحديات السياسية الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية. مع استمرار الانقسامات بين الفصائل الفلسطينية، يظل البرغوثي أحد أبرز الشخصيات التي يمكن أن تقود الشعب الفلسطيني نحو الوحدة والمصالحة الوطنية.




