أعادت السلطات الأوكرانية التيار الكهربائي إلى أكثر من 800 ألف شخص في العاصمة كييف، بعد يوم واحد من هجمات روسية مكثفة استهدفت شبكة الطاقة الوطنية وأدت إلى انقطاع الكهرباء في مناطق واسعة من البلاد.
استكمال أعمال الإصلاح
أعلنت شركة الطاقة الأوكرانية الخاصة “DTEK” إتمام “المهام الرئيسية لإعادة إمداد الكهرباء”، مع استمرار بعض الانقطاعات المحلية بالعاصمة نتيجة الهجمات الروسية الواسعة يوم الجمعة.
هجمات روسية على المنشآت الحيوية
شنت الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية هجمات على كييف يوم الجمعة، مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 20 شخصًا، بالإضافة إلى تدمير المباني السكنية وإحداث انقطاعات كهربائية واسعة النطاق في أوكرانيا. وقد وصف رئيس الوزراء الأوكراني، يوليا سفيزيدينكو، الهجوم بأنه “أكبر الهجمات المركزة” على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية.
هجوم يستهدف البنية التحتية للطاقة
وصفت رئيسة الوزراء يوليا سفيريدينكو الهجمات بأنها “من أضخم الضربات المركزة” ضد قطاع الطاقة الأوكراني منذ بداية الحرب. كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات استهدفت منشآت الطاقة التي تدعم القوات الأوكرانية، واستخدمت فيها صواريخ فرط صوتية “كينجال” وطائرات هجومية مسيّرة.
معركة الطاقة مع اقتراب الشتاء
يعتبر قطاع الطاقة أحد الجبهات الرئيسية في الحرب منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات. كل عام، تحاول روسيا تعطيل شبكة الكهرباء الأوكرانية قبل قدوم فصل الشتاء القاسي، في مسعى لإضعاف الروح المعنوية للشعب الأوكراني، حيث تمتد درجات الحرارة الشتوية من أواخر أكتوبر وحتى مارس، حيث يكون يناير وفبراير هما أبرد شهريْن.
دعوة لتعزيز الدفاعات الجوية
أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن موسكو تستغل انشغال العالم بملف السلام في الشرق الأوسط، ودعا إلى تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية وفرض مزيد من العقوبات على روسيا، مشددًا على ضرورة استخدام الأصول الروسية المجمّدة لدعم الدفاع وإعادة الإعمار.
تحرك دولي لتجميد الأصول الروسية لدعم أوكرانيا
في سياق آخر، أكد كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس في بيان مشترك يوم الجمعة أنهم مستعدون للتحرك نحو استخدام “الأصول السيادية الروسية المجمدة لدعم القوات المسلحة الأوكرانية”، وهو ما من شأنه أن يُجبر روسيا على العودة إلى طاولة المفاوضات. وأضاف البيان أنهم يهدفون إلى القيام بذلك “بتنسيق وثيق مع الولايات المتحدة”.
تمويل الدعم العسكري الأوكراني
تُقدر احتياجات أوكرانيا العسكرية والمالية لعامي 2026 و2027 بنحو 130 مليار يورو، فيما خصص الاتحاد الأوروبي منذ بداية الحرب أكثر من 174 مليار يورو. وتعد الأصول الروسية المجمدة أكبر مصدر تمويل جاهز، حيث تحتفظ بلجيكا وحدها بنحو 194 مليار يورو، إضافة إلى أصول في اليابان بقيمة 50 مليار دولار وأخرى في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا.
مواجهة جوية بين الطرفين
أفادت القوات الجوية الأوكرانية بأنها أسقطت أو عطّلت 54 من أصل 78 طائرة مسيّرة روسية ليلة الجمعة، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 42 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية.
تظل الأزمة الأوكرانية نقطة محورية في الساحة العالمية، حيث تستمر الضغوط على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا من قبل الهجمات الروسية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في البلاد. رغم هذه التحديات، يظهر دعم المجتمع الدولي المستمر لأوكرانيا، سواء من خلال المساعدات المالية أو تعزيز الدفاعات الجوية. يظل الأمل في قدرة أوكرانيا على الصمود في وجه هذه الهجمات، مع تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة واستعادة الأمن. وتستمر العقوبات على روسيا في أن تكون أداة حاسمة لدفعها نحو المفاوضات، بينما يحاول العالم إيجاد حل دائم يضمن السلام والاستقرار.




