على مدار أشهر، قدمت الولايات المتحدة دعمًا استخباراتيًا حيويًا لأوكرانيا، مما ساعدها على تنفيذ ضربات طويلة المدى على المنشآت الروسية للطاقة. يهدف هذا التعاون إلى إضعاف الاقتصاد الروسي ودفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى التفاوض. ووفقًا لما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز، فإن الاستخبارات الأمريكية كانت تساعد أوكرانيا في استهداف المنشآت الروسية للطاقة، بما في ذلك مصافي النفط، على بعد عدة مئات من الكيلومترات من الخطوط الأمامية.
دور الاستخبارات الأمريكية في الهجمات الأوكرانية
أفادت الصحيفة أن الاستخبارات الأمريكية تقدم الدعم في عدة جوانب من الحملة العسكرية الأوكرانية، مثل تخطيط المسارات والارتفاعات والتوقيت، مما يمكن أوكرانيا من تنفيذ ضربات باستخدام الطائرات بدون طيار التي تفوق الدفاعات الجوية الروسية. ويقول المسؤولون الأوكرانيون والأمريكيون إن واشنطن تشارك في جميع مراحل التخطيط، حيث تختار أوكرانيا الأهداف للهجمات بعيدة المدى، ثم تقدم الولايات المتحدة المعلومات الاستخباراتية اللازمة حول نقاط الضعف في هذه الأهداف.
رد فعل موسكو على الدعم الأمريكي
في وقت سابق من هذا الشهر، صرحت موسكو بأن الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف الناتو يواصلون تزويد أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية، التي تساهم بشكل مباشر في الحرب التي أطلقها بوتين في فبراير 2022. وأوضح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن استخدام البنية التحتية الكاملة للناتو والولايات المتحدة لجمع وتبادل المعلومات مع أوكرانيا أصبح أمرًا واضحًا.
الولايات المتحدة وحلفاؤها يدعمون أوكرانيا
أكدت التقارير أن واشنطن كانت تحاول أيضًا الحصول على دعم من حلفائها في الناتو لتقديم نفس الدعم الاستخباراتي. في وقت لاحق، أكد مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة ستستمر في تزويد أوكرانيا بالمعلومات المتعلقة بأهداف البنية التحتية للطاقة في روسيا، كما تدرس إمكانية تزويدها بصواريخ يمكن استخدامها في مثل هذه الهجمات.
استهداف المنشآت الروسية يضر بتصدير الديزل
أسفرت هذه العمليات الهجومية عن أضرار كبيرة في البنية التحتية للطاقة الروسية، حيث سجلت صادرات الديزل الروسي هبوطاً حاداً إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2020، كما تؤدي هذه الضربات إلى خسائر اقتصادية كبرى تعيق القدرة الروسية على تمويل الحرب وتعزز الضغط على الحكومة الروسية للقبول بالتفاوض.
تصاعد الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية
رداً على الضربات الأوكرانية، تصاعدت الهجمات الروسية على شبكات الطاقة والمرافق الحيوية في أوكرانيا، مما أدى إلى انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي وتعطل خدمات المياه في العديد من المناطق، مع انعكاسات سلبية على حياة المدنيين.
وأكد زيلينسكي أهمية تعزيز الدفاعات الجوية وزيادة الدعم الدولي لمواجهة الهجمات الروسية المتكررة.
محادثات إيجابية بين زيلينسكي وترامب
من جهة أخرى، صرح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق هذا الأسبوع أن محادثاته مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت “إيجابية ومنتجة”، حيث تم مناقشة فرص تعزيز الدفاع الجوي الأوكراني وتبادل الأفكار والاتفاقيات التي تهدف إلى تقوية أوكرانيا ضد الهجمات الروسية.
تستمر الولايات المتحدة في تقديم دعم استخباراتي حيوي لأوكرانيا في سعيها لإضعاف البنية التحتية للطاقة الروسية، وهو ما يعكس تحولًا استراتيجيًا في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. من خلال هذا الدعم، تتضح رغبة واشنطن في التأثير على الاقتصاد الروسي ودفع الرئيس بوتين إلى طاولة المفاوضات.
وفي الوقت ذاته، تواصل موسكو تحذيراتها من التدخلات الغربية، مما يزيد من تعقيد المشهد العسكري والسياسي. بينما يعكف الرئيس الأوكراني على تعزيز قدرات الدفاع الجوي وتوطيد علاقاته مع الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، يظل المستقبل غامضًا في ضوء هذه التطورات المتسارعة.




