أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي عن التوصل إلى “اتفاق مبدئي” مع السلطات السورية بشأن آلية دمج قواته ضمن وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين. وقد جاء ذلك في تصريح له لوكالة الصحافة الفرنسية من داخل قاعدة عسكرية في مدينة الحسكة.
مباحثات مستمرة بين الطرفين
أوضح عبدي أن المحادثات بين قوات قسد والسلطات السورية ما زالت جارية في دمشق، مشيرًا إلى أن وفدين عسكريين وأمنيّين من قواته موجودان حاليًا في دمشق لبحث تفاصيل آلية الاندماج في الوزارتين. وأضاف أن هناك إرادة قوية من الجانبين لتعجيل تنفيذ بنود الاتفاق.
تفاصيل الاتفاق المبدئي
في مارس الماضي، وقع عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع اتفاقًا مبدئيًا يتضمن عدة بنود رئيسية، من بينها دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية ضمن المؤسسات الوطنية السورية بحلول نهاية العام. كما يتضمن الاتفاق نقل السيطرة على المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز إلى دمشق. إلا أن تنفيذ الاتفاق يشهد بطءًا وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف.
إصرار على تسريع تنفيذ الاتفاق
عبدي أكد في حديثه أن المحادثات الأخيرة في دمشق أظهرت إصرارًا مشتركًا على تسريع تطبيق بنود الاتفاق، مع التركيز بشكل خاص على آلية دمج قوات قسد وقوى الأمن الداخلي الكردية في وزارتي الدفاع والداخلية.
وأشار إلى أن قوات قسد تضم نحو 100 ألف عنصر، مشيرًا إلى أن عملية إعادة هيكلة قواته ستكون جزءًا من دمجها ضمن الهيكلية العسكرية السورية. وبالرغم من تغيير هيكل القوات، أكد عبدي أن اسم “قسد” سيظل “اسما تاريخيًا” يذكر “الملاحم البطولية ضد داعش وجميع المعتدين”.
دور تركيا في المفاوضات
عبدي شدد على أن نجاح المفاوضات سيكون مرهونًا بدور تركيا في العملية، كما أعرب عن أمله في أن تلعب تركيا دورًا مساهمًا في تسريع وتيرة المفاوضات الجارية. من جهته، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوات قسد بالالتزام بتنفيذ الاتفاق وإتمام اندماجها ضمن مؤسسات السلطة السورية.
قضية النظام اللامركزي في سوريا
أفاد عبدي حول موضوع النظام اللامركزي في سوريا، بأن المفاوضات لم تُفضِ بعد إلى اتفاق نهائي بشأن هذا المطلب. وأوضح أن قسد تطالب بنظام لامركزي لضمان حقوق الشعب الكردي، وهو ما لا يزال محل نقاش بين الأطراف المعنية.
التأكيد على وحدة سوريا
أكد عبدي أن هناك اتفاقًا مشتركًا بين جميع الأطراف على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والرموز الوطنية. كما أضاف أن هناك توافقًا على استقلال القرار السياسي في البلاد، ومحاربة الإرهاب.
ضمان الحقوق الكردية في الدستور السوري
خلال اللقاء الأخير مع الشرع، طالب عبدي بتعديل أو إضافة بعض البنود في الدستور السوري لضمان حقوق الشعب الكردي. واعتبر أن هناك تجاوبًا من قبل السلطات السورية مع هذا المطلب، متمنيًا أن يتم تحقيق ذلك في المستقبل القريب.
وقف إطلاق النار بين القوات السورية والأكراد
أعلنت السلطات السورية عن التوصل إلى “وقف شامل لإطلاق النار” في مناطق شمال سوريا، بعد لقاء جمع عبدي والشرع في دمشق. جاء ذلك في أعقاب اشتباكات دامية بين قوات حكومية وقوات كردية في حلب أسفرت عن مقتل شخصين. وتعتبر هذه خطوة إيجابية نحو تهدئة الوضع العسكري في المنطقة.
التحديات المرتبطة بملف النفط
وعن ملف النفط في شمال شرق سوريا، أشار عبدي إلى أنه لم يتم مناقشة الموضوع بشكل مفصل حتى الآن، لكنه أكد أن هذا الملف سيُناقش في الاجتماعات المقبلة. وأضاف أن النفط والثروات الطبيعية الأخرى في شمال شرق سوريا يجب أن تُعتبر ملكًا لجميع السوريين، مع ضرورة توزيع عائداتها بشكل عادل بين جميع المحافظات السورية.
التوقعات المستقبلية
من المتوقع أن تستمر المحادثات بين الطرفين لتحديد آلية تنفيذ الاتفاقات المبدئية بشكل كامل، خاصة في مجالات دمج القوات والسيطرة على الموارد الطبيعية. كما أن دور الأطراف الإقليمية والدولية مثل تركيا والولايات المتحدة قد يكون محوريًا في تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات.




