دخلت شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة صباح الأربعاء في ظل استمرار الهدنة الهشة بين إسرائيل وحركة حماس، بعد أن تم التوصل إلى تفاهم مؤقت بشأن تسليم جثث بعض الرهائن الإسرائيليين. جاء ذلك بينما تستعد إسرائيل لإعادة فتح معبر رفح الحدودي الذي أُغلق نتيجة التوترات الأخيرة.
إسرائيل تبدأ تجهيزات لإعادة فتح معبر رفح
استأنفت السلطات الإسرائيلية التحضيرات لفتح معبر رفح أمام سكان غزة، بينما أكد مسؤول أمني أن نحو 600 شاحنة مساعدات ستُدخل إلى القطاع خلال الساعات المقبلة، محملة بالوقود والغذاء والمستلزمات الطبية. يأتي ذلك بعد تهديدات إسرائيلية بتقليص الإمدادات بسبب بطء عملية تسليم الجثث من قبل حماس.
حماس تسلم جثث الرهائن الإسرائيليين
أعادت حركة حماس خلال اليومين الماضيين جثث ثمانية أشخاص تأكدت السلطات الإسرائيلية أن أربعة منهم من الرهائن، فيما تبين أن أحد الجثامين المسلّمة لا يعود لرهينة. ويثير ملف الجثث مخاوف من تعقيد تنفيذ اتفاق الهدنة الذي يتضمن مراحل لاحقة لبحث نزع سلاح حماس وتسليم السلطة.
ملفات معقدة تهدد اتفاق الهدنة
يتضمن اتفاق الهدنة بنوداً طويلة الأمد حول مستقبل حكم غزة، وتشكيل قوة دولية للإشراف على الأمن، إلى جانب تحركات سياسية باتجاه إقامة دولة فلسطينية. لكن هذه الملفات ما تزال عالقة. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن جثث 21 رهينة ما تزال داخل القطاع، بينما يتعين على إسرائيل تسليم جثامين 360 فلسطينياً.
كارثة إنسانية متفاقمة في غزة
تعيش غزة أوضاعاً إنسانية مأساوية، إذ فقد معظم السكان منازلهم وتدهورت الأوضاع الصحية والمعيشية. وأفادت تقارير دولية بأن خطر المجاعة يهدد القطاع في ظل نقص الغذاء والمياه والدواء. وقال أحد السكان في حي التفاح بمدينة غزة: “عدنا إلى بيوتنا ولم نجد شيئاً… لا مأوى ولا أمان”.
استمرار دخول المساعدات عبر المعابر
أظهرت مشاهد مصورة دخول أول قافلة شاحنات من الجانب المصري نحو معبر رفح محملة بالوقود والإغاثة. كما واصلت شاحنات أخرى العبور من معبر كرم شالوم بعد عمليات تفتيش إسرائيلية مشددة. وأكدت القناة الإسرائيلية الرسمية أن المساعدات تشمل مواد غذائية وأدوية وغاز طهي ومعدات لإصلاح البنية التحتية.
خلافات سياسية داخل إسرائيل
سبب دخول المساعدات إلى غزة جدلاً داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث وصف وزير الأمن القومي اليميني إيتمار بن غفير الخطوة بأنها “عار”، قائلاً إن “الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة”. وتسلط هذه التصريحات الضوء على حجم الانقسام السياسي بشأن مستقبل الهدنة وخطة التعامل مع حماس.
ترتيبات فلسطينية لإدارة معبر رفح
تستعد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة معبر رفح بالتنسيق مع مصر والاتحاد الأوروبي، وهي صيغة سبق تطبيقها قبل عام 2007 حين سيطرت حماس على القطاع. ويُنتظر فتح المعبر أمام المسافرين والمرضى، لكن مصادر طبية أكدت أنه لم ترد بعد إشعارات رسمية بشأن السماح بحالات الإخلاء الطبي.
حملات أمنية وتصاعد التوتر الداخلي في غزة
نفذت حماس حملة أمنية واسعة ضد مجموعات عشائرية تتنازع السيطرة في بعض المناطق، وسط دعم من فصائل فلسطينية أخرى مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي وصفت المجموعات المستهدفة بأنها “بؤر جريمة”. وأظهر مقطع مصور مصدق من وكالة رويترز تنفيذ إعدامات ميدانية لسبعة رجال متهمين بالتعاون مع الاحتلال، ما سبب تنديداً دولياً واسعاً.
انتشار القوات الإسرائيلية خلف خطوط الهدنة
انسحبت القوات الإسرائيلية إلى ما يُعرف بـ“الخط الأصفر” خارج المدن الرئيسية بغزة بموجب اتفاق التهدئة. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس أن القوات سترد فوراً على أي خرق لهذا الخط، في إشارة إلى هشاشة الوضع الأمني رغم وقف إطلاق النار الحالي.
بدأ اتفاق الهدنة في غزة بعد محادثات مكثفة رعتها الولايات المتحدة ومصر وقطر، عقب حرب مدمرة استمرت عامين وتسببت في كارثة إنسانية شملت آلاف الضحايا ودماراً واسعاً في البنية التحتية. كما سعى الاتفاق إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وفتح المعابر الحدودية لإدخال المساعدات، مع تمهيد الطريق لعملية سياسية تبحث في مستقبل القطاع وإعادة الإعمار.
لكن استمرار الخلافات بين حماس وإسرائيل حول تنفيذ بعض البنود، ولا سيما ملف جثث الرهائن، يهدد استقرار التهدئة ويطرح تحديات أمام الجهود الدولية للحفاظ على السلام في المنطقة.




