أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 مشروعًا تطويريًا ضخمًا بجوار المسجد الحرام في مكة المكرمة، تحت اسم “بوابة الملك سلمان”. يهدف المشروع إلى إضافة حوالي 900 ألف مساحة صلاة جديدة داخلية وخارجية، لتعزيز الطاقة الاستيعابية للحرم المكي وتسهيل وصول المصلين، وفقًا لما أعلنته شركة “رُوى الحرم المكي”، المشرفة على تنفيذ المشروع.
مشروع ضخم يعزز الطاقة الاستيعابية للحرم المكي
يمتد مشروع “بوابة الملك سلمان” على مساحة تزيد عن 12 مليون متر مربع، ويتضمن تطويرًا متكاملًا يشمل مرافق إسكان، وخدمات ثقافية، ومناطق خدمية. كما يرتبط المشروع بشبكة مواصلات عامة متقدمة لضمان انسيابية حركة الحجاج والمعتمرين، ويهدف إلى تحسين تجربة الزوار من خلال البنية التحتية الحديثة.
حفاظ على التراث وتنمية مستدامة
يركز المشروع على الدمج بين التطوير العمراني والتجديد الحضاري مع الحفاظ على المناطق التراثية بمكة، إذ يشمل إعادة تأهيل نحو 19,000 متر مربع من المناطق التراثية والثقافية المحيطة بالحرم الشريف، بما يعكس الاهتمام بالموروث الثقافي والتاريخي للمملكة.
دور مشروع “بوابة الملك سلمان” في رؤية السعودية 2030
يأتي المشروع كجزء من رؤية السعودية 2030 الطموحة، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، عبر تعزيز قطاع السياحة الدينية والبنية التحتية في مكة، كما تحاول المملكة استقبال أكثر من 30 مليون حاج ومعتمر سنويًا بحلول عام 2030، مما يتطلب توسيع الطاقة الاستيعابية وتحسين الخدمات.
إسهامات اقتصادية وفرص عمل واسعة
من المتوقع أن يخلق المشروع أكثر من 300,000 فرصة عمل بحلول عام 2036 في قطاعات البناء، الخدمات، والسياحة، مما يمثل دعمًا حيويًا للاقتصاد المحلي وتنمية مستدامة تواكب التوسع العمراني.
الاستثمار الأجنبي داخل الحرمين الشريفين
أعلنت هيئة السوق المالية السعودية مؤخرًا السماح بالاستثمار الأجنبي في الشركات المدرجة التي تمتلك عقارات داخل نطاق مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو ما يعزز دعم التنمية الاقتصادية ويوفر موارد مالية إضافية تساعد على تطوير البنية التحتية والخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.
الاقتصاد الديني ورؤية النمو
في النهاية، يلعب موسم الحج والعمرة دورًا حيويًا في اقتصاد السعودية، حيث بلغ الدخل من المواسم الدينية حوالي 12 مليار دولار في عام 2019. تؤكد المملكة عزمها على تعظيم هذا العائد الاقتصادي من خلال مشاريع وتنمية متواصلة للبنى التحتية، مع التركيز على تسهيل وصول ملايين المسلمين إلى أقدس الأماكن في الإسلام.




