أحرزت الصين خطوة جديدة نحو ريادة العالم في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، بعد أن كشفت شركة DEEP Robotics عن الروبوت البشري DR02، الذي يتميّز بقدرته على العمل في جميع الظروف الجوية. هذا الابتكار يعزز مكانة الصين كمنافس عالمي قوي في صناعة الروبوتات الذكية، التي تشهد نموًا سريعًا خلال السنوات الأخيرة.
روبوت متطور يغير معايير الصناعة
قدمت شركة DEEP Robotics روبوتها الجديد DR02 كإنجاز هندسي متكامل يرفع معايير الأداء في بيئات العمل الصعبة. يتمتع الروبوت بدرجة حماية IP66، ما يتيح له العمل في الأمطار، الغبار، ودرجات حرارة تتراوح بين -20 و55 درجة مئوية.
يبلغ ارتفاع الروبوت 175 سم ووزنه 65 كغ، ويستطيع حمل حمولة تصل إلى 10 كغ في ذراعيه مع سرعة مشي تبلغ 4 أمتار في الثانية، كما يمكنه صعود درجات بارتفاع 25 سم بشكل متواصل، بفضل تصميمه المعياري الذي يسمح باستبدال القطع بسرعة مما يقلل فترات الصيانة من أيام إلى ساعات.
ويضم DR02 قوة حوسبة تصل إلى 275 TOPS مع نظام استشعار متكامل يشمل LiDAR، وكاميرات عمق، وعدسات بزاوية واسعة، ما يمنحه القدرة على تحليل البيانات في الوقت الحقيقي وتنفيذ المهام الصناعية المعقدة بكفاءة عالية.
روبوتات صينية تحاكي ملامح البشر
دفعت شركة AheadForm Technology حدود التفاعل البشري-الآلي عبر سلسلة Elf V1، التي تضم 30 عضلة وجهية يتم التحكم بها بواسطة محركات دقيقة وتقنية جلد بيوني. يستطيع الروبوت التعبير عن مشاعر حقيقية تقريبًا، مع تنسيق تام بين الكلام، حركة العين، وتعابير الوجه، بفضل خوارزميات ذكاء اصطناعي ذاتية التعلم.
أما شركة Kepler Robotics فقد بدأت الإنتاج الضخم لروبوتها K2 Bumblebee بتقنيات معمارية هجينة توفر حركات طبيعية وكفاءة طاقة تصل إلى 81.3%. ويبلغ سعر الروبوت نحو 34 ألف دولار، ضمن عقود توريد ضخمة تُقدر قيمتها بمئات ملايين اليوان.
استثمار حكومي ضخم يعزز ريادة الصين
تحاول الصين بقوة ترسيخ مكانتها في سوق الروبوتات البشرية عبر استثمارات حكومية تتجاوز 170 مليار يوان (نحو 25 مليار دولار). وقد ارتفعت مشتريات الحكومة من الروبوتات من 4.7 ملايين يوان عام 2023 إلى 214 مليون يوان عام 2024، في دلالة واضحة على الدعم الرسمي المتزايد لهذا القطاع.
ويتوقع الخبراء أن يتجاوز حجم السوق المحلي 300 مليار يوان (41.3 مليار دولار) بحلول عام 2035، مع نشر أكثر من 100 مليون روبوت بشري في قطاعات متعددة بحلول عام 2045، لتصل القيمة السوقية إلى نحو 10 تريليونات يوان.
تفوق استراتيجي في سباق الذكاء المجسد
يرى محللون أن الصين تمضي نحو ما يعرف بـ”لحظة ChatGPT” الخاصة بعصر الروبوتات، عبر الجمع بين قدرات التصنيع الضخم، وتكامل الأنظمة، والتطوير السريع للذكاء الاصطناعي. وبينما تركز شركات غربية مثل تسلا على دمج الذكاء المتقدم، تركز الشركات الصينية على التطبيق العملي والإنتاج التجاري، مما يمنحها ميزة تنافسية حاسمة في سباق السيطرة على سوق الروبوتات البشرية العالمية.
في النهاية، تؤكد هذه التطورات المتسارعة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي أن الصين تتجه بقوة نحو قيادة ثورة صناعية جديدة تعتمد على الذكاء المجسد والروبوتات البشرية. مع الدعم الحكومي الضخم، والاستثمار في البحث والتطوير، والتطبيقات العملية الواسعة، من المتوقع أن تحكم الصين موقع الصدارة في هذا القطاع الحيوي خلال العقود القادمة.
سيغير هذا التحول الضخم وجه الصناعات التقليدية ويخلق فرصًا ضخمة في سوق العمل والتكنولوجيا، مع توقع وصول الصين إلى مستويات غير مسبوقة من الإنتاجية والابتكار. لذلك، تظل الصين نموذجًا رائدًا يحتذى به في دمج الذكاء الاصطناعي والروبوتات لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية على مستوى عالمي، مما يجعل مستقبل الذكاء الصناعي أكثر إشراقًا وتطورًا تحت قيادتها.




