حددت السلطات الإسرائيلية، السبت، هوية جثمان جديد تسلمته من حركة حماس ضمن اتفاق تبادل الجثث في قطاع غزة، في وقت أعلنت فيه مصادر فلسطينية مقتل تسعة مدنيين، بينهم نساء وأطفال، جراء قصف إسرائيلي شرق مدينة غزة.
تحديد هوية إلياهو مارغاليط
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الفحوصات الجنائية أثبتت أن الجثمان الذي تسلمته إسرائيل يعود إلى إلياهو مارغاليط، البالغ من العمر 76 عامًا، والذي اختُطف في السابع من أكتوبر 2023 من إسطبل للخيول في كيبوتس نير أوز خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل.
وأكدت السلطات أن المعهد الوطني للطب الشرعي أنهى عملية التحقق من الهوية، وتم إخطار عائلة مارغاليط رسميًا. وبهذا، يرتفع عدد الرهائن الذين أعيدت جثامينهم منذ بدء وقف إطلاق النار إلى عشرة.
عائلات الرهائن: “لن نتوقف حتى يعود الجميع”
أعرب منتدى عائلات المختطفين في بيان عن ارتياحه لاستعادة الجثمان، لكنه شدد على أن “الراحة لن تكتمل إلا بعودة جميع الرهائن”، مؤكداً استمرار الاعتصامات الأسبوعية في تل أبيب حتى عودة آخر المفقودين.
ويُعتقد أن 18 رهينة لا تزال جثثهم محتجزة داخل غزة. وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن بعض الجثث مدفونة تحت أنقاض مناطق دمرها القصف في خان يونس وغزة الشمالية.
صعوبات في انتشال الجثث
أفادت مصادر محلية في غزة بأن العثور على جثمان مارغاليط تم بعد أن استخدمت فرق الإنقاذ جرافات في محيط خان يونس. وقالت حركة حماس إن جهود انتشال بقية الجثث تواجه عراقيل كبيرة بسبب الدمار الواسع ووجود ذخائر غير منفجرة، إضافة إلى انتشار القوات الإسرائيلية في عدد من المناطق.
تسعة قتلى في غزة واتهامات بخرق الهدنة
اتهمت حركة حماس الجيش الإسرائيلي بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بعد مقتل تسعة فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، عندما استهدفت طائرة إسرائيلية سيارة مدنية شرق مدينة غزة.
وقال الدفاع المدني التابع لحكومة غزة إن السيارة كانت تقل عائلة نازحة عائدة إلى منزلها، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية لم تُصدر تحذيرًا مسبقًا قبل القصف. وأضاف أن طواقمه انتشلت الجثث بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته رصدت “سيارة مشبوهة” تجاوزت الخط الفاصل باتجاه إحدى الوحدات العسكرية، مؤكدًا أنها أطلقت طلقات تحذيرية قبل الرد على “تهديد وشيك”. وأكدت إسرائيل أنها التزمت بشروط وقف إطلاق النار.
دعوات دولية لتسهيل دخول المساعدات
طالبت حركة حماس الوسطاء الدوليين بتكثيف الجهود لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وفتح معبر رفح بشكل كامل أمام قوافل الإغاثة، محذّرة من تدهور الوضع الإنساني.
وأظهرت بيانات الأمم المتحدة أن 339 شاحنة مساعدات فقط دخلت غزة منذ بدء الهدنة، في حين ينص الاتفاق على السماح بدخول 600 شاحنة يوميًا. وأشارت هيئة التنسيق الحكومية الإسرائيلية (كوغات) إلى أن نحو 950 شاحنة عبرت المعابر خلال الخميس الماضي، إلا أن منظمات الإغاثة تقول إن معظمها لا تصل فعليًا إلى المناطق المنكوبة.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه. وتؤكد الأمم المتحدة أن المجاعة تفشت في غزة المدينة، مشيرة إلى وفاة أكثر من 400 شخص بسبب سوء التغذية، من بينهم أكثر من 100 طفل.
وتتهم إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات، بينما تنفي الأمم المتحدة هذه المزاعم، مؤكدة أن القيود الإسرائيلية على دخول الإمدادات هي السبب الرئيسي في الأزمة الحالية.
خسائر الحرب تتجاوز 68 ألف قتيل
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى منذ بدء الحرب تجاوز 68 ألف شخص، معظمهم من المدنيين. وتعد هذه الإحصاءات، رغم كونها صادرة عن حكومة تديرها حماس، مرجعًا تعتمد عليه الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية.
من جانبها، لم تقدّم إسرائيل أرقامًا بديلة، لكنها شككت في صحة هذه الإحصاءات.
مستقبل غامض للهدنة
تتزايد المخاوف من انهيار الهدنة الهشة بعد تبادل الاتهامات بين الطرفين. ويرى مراقبون أن استمرار عمليات القصف، إلى جانب بطء وصول المساعدات، قد يدفع إلى تجدد القتال في أي لحظة.
في المقابل، تواصل الولايات المتحدة وقطر ومصر جهود الوساطة لضمان التزام الطرفين ببنود الاتفاق، بما في ذلك تبادل الجثث وفتح المعابر وإطلاق الأسرى.
المشهد العام
يستمر النزاع بين إسرائيل وحماس في إلقاء ظلاله على حياة الملايين في غزة، حيث تمتزج مشاعر الحزن بالغضب والأمل في آنٍ واحد. وبينما تنتظر عائلات الرهائن والضحايا نهاية المأساة، لا تزال التسوية الشاملة بعيدة المنال وسط واقع إنساني يزداد قسوة يوماً بعد يوم.




