تعهدت أفغانستان وباكستان يوم الأحد بالالتزام بوقف إطلاق النار بعد أكثر من أسبوع من المواجهات الدامية التي أودت بحياة العشرات وتسببت في إصابة المئات. جاء هذا الاتفاق بوساطة قطر وتركيا، ودخل حيز التنفيذ فورًا بهدف إنهاء التصعيد وتهدئة الأوضاع على الحدود بين البلدين.
تصاعد المواجهات عبر الحدود
شهدت العلاقات بين كابول وإسلام آباد توترًا متزايدًا منذ بداية الشهر الحالي، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالهجمات المتكررة على المناطق الحدودية. أكدت الحكومة الأفغانية عدم إيوائها لأي جماعات مسلحة تنفذ عمليات داخل الأراضي الباكستانية، بينما أعربت باكستان عن قلقها من تزايد التهديدات الأمنية منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في كابول عام 2021.
اتفاق جديد بوساطة قطرية وتركية
أوضح المتحدث باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، أن الجانبين توصلا إلى اتفاق ثنائي بعد محادثات جرت في الدوحة. وأكد أن البلدين اتفقا على التوقف عن أي أعمال عدائية وعدم دعم الجماعات التي تنفذ هجمات ضد الآخر، إلى جانب الامتناع عن استهداف القوات الأمنية أو البنية التحتية.
وأشار مجاهد إلى أن آلية متابعة ستُنشأ بإشراف دول وسيطة لضمان تنفيذ الاتفاق ومراجعة أي شكاوى مستقبلية بين الجانبين.
تأكيد باكستاني واحترام السيادة المتبادلة
نشر وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف بيانًا عبر منصة “إكس” أكد فيه الاتفاق، مشيرًا إلى أن “الإرهاب العابر للحدود من الأراضي الأفغانية سيتوقف فورًا”، مضيفًا أن البلدين سيلتزمان باحترام السيادة الكاملة وسلامة الأراضي. كما أعلن عن اجتماع متابعة سيعقد في إسطنبول في 25 أكتوبر لمناقشة التفاصيل الإضافية.
دور قطر وتركيا في استعادة الاستقرار
وجهت القيادات في كابول وإسلام آباد الشكر إلى كل من قطر وتركيا على دورهما الفاعل في تسهيل المفاوضات وإنجاح التوصل إلى هدنة. يسعى الطرفان إلى بناء الثقة مجددًا وفتح قنوات دبلوماسية لتجنب أي تصعيد جديد يهدد استقرار المنطقة.
آثار إنسانية واقتصادية خطيرة
أدت المعارك إلى تعطيل حياة المدنيين على طول الحدود بين البلدين الممتدة بطول 2,611 كيلومترًا والمعروفة بخط دوراند، والتي لم تعترف بها أفغانستان رسميًا. ما زالت المعابر التجارية الرئيسة مثل تورخم وشامان مغلقة، الأمر الذي تسبب في شلل حركة التجارة واحتجاز آلاف الأشخاص والمركبات أسبوعًا كاملًا.
وقال اللاجئ الأفغاني شفيع الله خان، الذي كان عالقًا على معبر شامان منذ ثلاثة أيام: “نحن سعداء بهذا الاتفاق لأن اللاجئين عانوا كثيرًا. الآن يمكننا العودة إلى بلادنا بسلام”.
في المقابل، عبّر رجل الأعمال الأفغاني حضرت بلال أميد عن قلقه من استمرار إغلاق المعابر التجارية، مؤكدًا أن “الناس كانوا خائفين على مصادر رزقهم، ونأمل أن تفتح الحكومتان الحدود قريبًا لإنعاش الحركة التجارية”.




