شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا جديدًا على قطاع غزة صباح الأحد، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية وشهود عيان في القطاع. ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من دخول الهدنة بوساطة أمريكية حيز التنفيذ في 11 أكتوبر، ما يشكل اختبارًا خطيرًا لوقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة حماس.
كما شهدت مناطق عدة في جنوب غزة، خاصة رفح وعبسان وخان يونس، انفجارات عنيفة وأصوات إطلاق نار كثيف من الدبابات الإسرائيلية، وفق ما أكده سكان محليون لـ«رويترز». كما أفادت مصادر طبية في غزة بمقتل شخصين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة جباليا شمال القطاع.
اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس
اتهمت إسرائيل حركة حماس بخرق الهدنة من خلال تنفيذ عدة هجمات استهدفت قواتها داخل غزة، تضمنت قصفًا بقذائف RPG وهجومًا قنّاصًا. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن «هذه الهجمات وقعت داخل منطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية، وهو انتهاك صارخ لوقف إطلاق النار».
في المقابل، أكد القيادي في حماس عزّت الرشق التزام الحركة الكامل بالهدنة، متهمًا إسرائيل بانتهاكها عشرات المرات منذ توقيعها. ووفقًا لمكتب الإعلام الحكومي في غزة، فقد ارتكبت إسرائيل 47 خرقًا منذ بدء الهدنة، أسفرت عن 38 شهيدًا و143 جريحًا، شملت عمليات قصف مباشر واعتقالات واستهداف مدنيين.
معبر رفح يظل مغلقًا والأزمة الإنسانية تتفاقم
أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن معبر رفح الحدودي مع مصر سيبقى مغلقًا حتى إشعار آخر، في ظل استمرار تبادل الاتهامات مع حماس. كما يرتبط قرار الإغلاق – بحسب مصادر إسرائيلية – بمطالب تل أبيب بتسليم جثث 28 رهينة لم تُسلّم بعد.
وأشارت تقارير إلى أن حماس سلمت 20 من الرهائن الأحياء و12 من الجثث، مؤكدة أنها لا تحتفظ ببقية الجثث وأن عمليات البحث عنها تتطلب معدات خاصة لانتشالها من تحت الأنقاض. كما يزيد هذا الملف من توتر العلاقة بين الجانبين ويعطّل تنفيذ بنود الاتفاق الإنساني الخاص بإدخال المساعدات إلى غزة.
تحذيرات أمريكية ومخاوف من انهيار الهدنة
ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن لديها تقارير موثوقة تشير إلى احتمال تخطيط حركة حماس لهجمات ضد مدنيين فلسطينيين داخل غزة، معتبرة أن أي هجوم من هذا النوع سيكون «انتهاكًا جسيمًا للهدنة».
من جانبها، نفت حماس الاتهامات الأمريكية، مؤكدة أن واشنطن تحاول تبرير العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
تزامن ذلك مع تراجع المؤشرات الاقتصادية في إسرائيل، حيث انخفضت مؤشرات بورصة تل أبيب بنسبة قاربت 2% نتيجة المخاوف من تجدد المواجهات واتساع رقعة الصراع.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
أطلقت منظمات إغاثة دولية تحذيرات جديدة من تدهور الأوضاع المعيشية في غزة مع استمرار إغلاق معبر رفح وصعوبة دخول المساعدات الإنسانية. كما أكدت تقارير أممية أن مئات الآلاف من الفلسطينيين يعانون من الجوع وسوء التغذية، فيما لم تصل سوى نسبة محدودة من المساعدات الموعودة ضمن اتفاق الهدنة.
خطة إسرائيلية جديدة لما بعد الحرب
كشفت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعد لإطلاق خطة جديدة تحت عنوان «حرب الإنعاش» تهدف إلى «تصفية ما تبقى من تهديدات حماس» ووضع ترتيبات جديدة لإدارة القطاع بالتعاون مع أطراف دولية.
وتظل الأسئلة مفتوحة حول مستقبل غزة، خاصة ما يتعلق بنزع سلاح الفصائل، وتشكيل حكومة مدنية، ودور القوة الدولية المقترحة في تثبيت الاستقرار.




