في خطوة قد تعيد خلط الأوراق في المشهد الفلسطيني، ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قرب إعلان مقترح جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يشمل ملف الأسرى، مشيراً إلى إمكانية الكشف عنه خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة. وبينما يحيط الغموض بمضمون الإعلان المرتقب، جاءت تصريحات ترامب لتسبق جولته في الشرق الأوسط المقررة في 13 مايو الجاري.
إعلان مرتقب من ترامب بشأن غزة
وقال ترامب من البيت الأبيض إن الإدارة الأميركية أجرت “العديد من المباحثات بشأن غزة”، مضيفاً: “ستعلمون قريباً ما الذي سيحدث، على الأرجح خلال الساعات المقبلة”. وكان قد صرح قبل يوم من ذلك بأنه يعتزم إصدار “إعلان مهم للغاية” يخص المنطقة.
موقف حماس من المبادرة
في المقابل، بادرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى التأكيد على موقفها الرافض لأي “اتفاق جزئي”. وقد شدد عضو مكتبها السياسي باسم نعيم على ضرورة التوصل إلى “اتفاق شامل” ينهي الحرب ويضع خريطة طريق لما بعد العدوان. وقال نعيم إن من أولويات حماس وقف الحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وإدخال المساعدات فوراً إلى السكان الذين يواجهون الجوع والعطش تحت الحصار.
استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية
يأتي هذا في وقت صعّدت فيه إسرائيل من عملياتها العسكرية بعد انتهاء هدنة مؤقتة استمرت شهرين. وكانت قد استأنفت هجومها في 18 مارس، مانعة دخول المساعدات. وقد ربطت وقف إطلاق النار بالإفراج عن الأسرى ونزع سلاح المقاومة، وهو ما تعتبره حماس “خطاً أحمر”. إسرائيل تهدف عبر هذا التصعيد إلى الضغط على حماس للإفراج عن المحتجزين، لكنها لم تنجح في تحقيق أهدافها المعلنة.
جدل حول مصير الأسرى
وفي خضم هذا التصعيد، شكك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مصير ثلاثة من الأسرى، قائلاً إن مصيرهم “غير معروف”، بينما صرّح ترامب بأنهم لقوا حتفهم. لكن إسرائيل نفت ذلك لاحقاً، مؤكدة أن عدد الأسرى الأحياء لا يزال 24.
حصيلة الضحايا واستمرار الجرائم
وبينما تتواصل الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 171 ألف فلسطيني منذ 7 أكتوبر، يبقى مصير المبادرة الأميركية رهن التوازنات الدقيقة بين السياسة والدم.