في تطور ميداني لافت، شهد حي الشجاعية شمالي قطاع غزة فجر اليوم السبت حدثًا أمنيًا وُصف بـ”الخطير” من قبل وسائل إعلام إسرائيلية، بعد استهداف مباشر لمركبة عسكرية إسرائيلية بصاروخ مضاد للدروع، ما أسفر عن إصابات في صفوف الجنود، نقل بعضهم بمروحيات إلى مستشفى “تال هشومير” وسط إسرائيل، في مشهد أعاد التذكير بثقل المعركة البرية وتعقيداتها في غزة.
وأعلن جيش الاحتلال لاحقًا عن إصابة ضابطين وسبعة جنود في انفجار لغم بالمنطقة، موضحًا أن المصابين من لواء القدس، ومن بينهم نائب قائد الفرقة 252 وقائد الكتيبة 6310، وقد جرى نقلهم جميعًا لتلقي العلاج.
رد الجيش الإسرائيلي وقصف الحي
الجيش الإسرائيلي، الذي سارع إلى إرسال مروحيات وقصف الحي بقذائف مدفعية عقب الهجوم، لم يفصح عن تفاصيل دقيقة حول عدد الإصابات أو مدى خطورتها، إلا أن سرعة الإخلاء الجوي تعكس حجم الصدمة الأمنية التي تلقاها. وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن المروحيات لعبت دورًا مزدوجًا بين القصف وإخلاء الجنود المصابين، ما يوضح شدة الهجوم.
عمليات نوعية لكتائب القسام
يأتي هذا الهجوم بعد يومين فقط من إعلان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ عملية نوعية في حي التنور شرقي رفح، أوقعت خلالها قوتين إسرائيليتين بين قتيل وجريح، مؤكدة أنها ضمن سلسلة عمليات أطلقت عليها اسم “أبواب الجحيم”.
لحظة إجلاء عدد من الجنود الجرحى عبر طيران مروحي بعد إطلاق صاروخ مضاد للدروع تجاه آلية لجيش الاحتلال في الشجاعية، فجر اليوم. pic.twitter.com/pG7OGL8glY
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 10, 2025
حصيلة الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي
هذا التصعيد الميداني يتزامن مع استمرار المقاومة الفلسطينية في توجيه ضربات مؤلمة للاحتلال، حيث اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 856 جنديًا منذ 7 أكتوبر 2023، بينهم 8 منذ تجدد العدوان على غزة في 18 مارس الماضي، إضافة إلى إصابة أكثر من 5800 آخرين، غالبيتهم في المعارك البرية.
اتهامات بإخفاء الأرقام الحقيقية للخسائر
وتشمل هذه الحصيلة قتلى وجرحى في غزة وجنوب لبنان والضفة الغربية، وسط اتهامات متصاعدة للجيش الإسرائيلي بإخفاء الأرقام الحقيقية لخسائره، عبر فرض رقابة عسكرية صارمة على وسائل الإعلام، تهدف -وفق تقارير دولية- إلى الحفاظ على المعنويات المتآكلة للجبهة الداخلية.
وتقول مصادر فلسطينية إن العديد من الكمائن والعمليات التي أعلنتها الفصائل لم تعترف بها إسرائيل رسميًا، مما يثير تساؤلات حول الفجوة بين الأرقام المعلنة والحقيقية.
استمرار معركة الاستنزاف وصمت المجتمع الدولي
الهجمات المتكررة، والضربات الدقيقة التي تنفذها المقاومة، تشير إلى معركة استنزاف طويلة، تؤرق الاحتلال وتحرج مؤسسته العسكرية، بينما يستمر أهالي غزة في دفع ثمن المواجهة دماً ودماراً، وسط صمت دولي يراقب اشتعال المنطقة من دون تدخل فاعل.