في مشهد مأساوي جديد يضاف إلى سجل الحرب الإسرائيلية المفتوحة على غزة، استيقظ القطاع على مجزرة دموية خلّفها قصف عنيف طال مناطق مكتظة بالمدنيين في شماله وجنوبه، مخلفاً 65 شهيداً، بينهم 50 سقطوا في مخيم جباليا شمالاً، غالبيتهم من النساء والأطفال.
إنذار زائف وغارات بلا رحمة
الهجوم بدأ بإنذار “شكلي” أطلقه جيش الاحتلال، يطالب سكان جباليا والمخيمات المجاورة بمغادرة منازلهم خلال دقائق، قبل أن تنهال عليهم أطنان من القنابل عبر غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية. لم يسلم أحد من القصف، فالمنازل، والشوارع، وحتى خيام النازحين كانت أهدافاً لصواريخ ومدافع الاحتلال.
تصعيد واسع في شمال وجنوب القطاع
في منطقة الفالوجا قرب مسجد الفرقان، استُهدِف منزل مأهول ما أدى إلى وقوع عشرات الشهداء والجرحى. أما جنوباً، فشهدت مدينة خان يونس تصعيداً مماثلاً، حيث سقطت القذائف على الأحياء الشرقية والجنوبية. وفي منطقة المواصي، سقطت طائرة مسيرة فوق خيمة للنازحين، فقتلت رب الأسرة وزوجته وطفلتيهما. كما قُصف منزل لعائلة أبو أمونة في بلدة الفخاري، مخلفاً عدداً من الشهداء.
محاولة اغتيال السنوار وتصعيد نوعي
في سياق موازٍ، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الجيش الإسرائيلي ألقى 40 قنبلة خارقة للتحصينات على خان يونس في محاولة لاغتيال القيادي محمد السنوار، ما يشير إلى تصعيد نوعي في العمليات العسكرية التي لا تفرّق بين أهداف عسكرية ومدنية.
غزة تحت نيران حرب الإبادة
غزة، التي تفتقر لأي بنية تحتية لحماية النازحين، تعيش تحت رحمة حرب إبادة مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أميركي معلن، وسط صمت دولي مريب. ومع ارتفاع أعداد الشهداء إلى أكثر من 172 ألفاً بين قتيل وجريح، ومصير 11 ألف مفقود مجهول، يبقى السؤال الأهم: إلى متى يُترك المدنيون في غزة بلا ملاذ؟
أزمة إنسانية خانقة ونزوح جماعي
وفي ظل استمرار المجازر، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة بشكل مأساوي. إذ لم تعد مقومات الحياة الأساسية متوفرة، فلا مياه ولا كهرباء، ولا دواء أو غذاء كافٍ. في الوقت نفسه، تعاني المستشفيات من ضغط هائل، حيث يتكدس فيها آلاف الجرحى دون قدرة على توفير الحد الأدنى من الرعاية. كما تستمر موجات النزوح الجماعي، وسط دمار واسع النطاق وخوف دائم يخيّم على السكان. وبينما يتصاعد القصف بلا هوادة، يبقى المدنيون في مرمى النيران، في ظل عجز دولي مريب عن كبح آلة القتل الإسرائيلية.