في مشهد يومي بات مألوفًا، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون حملة الاعتداءات المنظمة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وسط تصعيد ميداني يعكس اتساع رقعة الانتهاكات من شمال الضفة حتى جنوبها.
اقتحامات واعتقالات في طولكرم
فجر اليوم، شهدت بلدة عنبتا شرق طولكرم اقتحامًا جديدًا أسفر عن اعتقال الشابين محمد بلال أبو العون ورائد عمار بركات بعد تفتيش عنيف لمنازلهم. وفي ضاحية اكتابا القريبة، أعادت قوات الاحتلال اعتقال الشاب سعد بسيس، وهو معتقل سابق. ولم تكد تمر ساعات حتى اجتاحت بلدة فرعون جنوب المدينة، حيث أطلقت الرصاص الحي في الأحياء وأوقفت المركبات واعتقلت الشاب علاء الدين أبو قمر من مخيم الفارعة أثناء زيارته لعائلته.
كما استولت قوات الاحتلال على مفاتيح عدد من المركبات خلال مداهمات البلدة، وخربت صورة مضيئة للمعتقل رشيد عمر كانت منصوبة أمام منزله.
قمع متواصل في عدة بلدات
وامتدت اعتداءات الاحتلال لتشمل عدة بلدات فلسطينية، ما يعكس اتساع نطاق التصعيد. فقد شهدت بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، وبلدة عزون شرق قلقيلية، إضافة إلى قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، اقتحامات عنيفة أجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاق أبوابهم وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز والصوت. وفي بلدة الخضر جنوب بيت لحم، أُصيب طفلان بالرصاص الحي خلال عملية اقتحام، أحدهما في بطنه والآخر في يده، ونقلا على الفور إلى المستشفى. وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال طفلًا يبلغ من العمر 17 عامًا بعد اعتداء وحشي عليه في بلدة بيت فجار. كذلك، سُجلت اقتحامات إضافية في قريتي أم التوت وتلفيت قرب جنين، دون الإبلاغ عن اعتقالات.
تصعيد خطير في الميدان الزراعي
وفي الجانب الزراعي، شهدت الضفة الغربية تصعيدًا لافتًا في اعتداءات المستوطنين. إذ أقدم مستوطنون مسلحون من بؤرة “أدورين” الاستيطانية على إحراق نحو 70 دونمًا من الأراضي الزراعية في قرية بيرين شرق الخليل. وتنوعت المزروعات التي طالتها النيران بين أشجار الكرمة واللوز والزيتون. نتيجة لذلك، تضرر المزارعون بشكل مباشر، مما يزيد من التهديدات التي تواجه الأمن الغذائي الفلسطيني في المنطقة.
أرقام مرعبة في ظل الحرب على غزة
ووفق تقرير رسمي، سجل أكثر من 340 اعتداءً للمستوطنين خلال أبريل الماضي فقط. يتزامن هذا التصعيد مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ما يزيد من تعقيد المشهد الميداني في الضفة الغربية. وخلال هذه الفترة، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 17 ألف فلسطيني، بينما تجاوز عدد الشهداء في الضفة 960 شخصًا. في المقابل، خلف العدوان على غزة أكثر من 174 ألف شهيد وجريح، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال. كما أسفر القصف المتواصل عن فقدان أكثر من 11 ألف شخص. وتم تهجير مئات الآلاف، وسط صمت دولي يثير القلق، ودعم سياسي يعزز الاتهامات بوجود سياسة تطهير عرقي منهجية.