في مشهد يعكس تنامي الغضب الآسيوي من المجازر المستمرة في قطاع غزة، ندد وزير الخارجية الماليزي محمد حسن، الأحد، بـ”الفظائع” التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين، واصفاً إياها بأنها تمثل انهياراً صارخاً لمبادئ القانون الدولي، وتعكس بوضوح ازدواجية المعايير الدولية وصمتاً مريباً تجاه معاناة شعب محاصر.
دعوة لتحرك جماعي من رابطة آسيان
تصريحات حسن جاءت خلال اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور، عشية القمة الإقليمية، حيث طالب بضرورة إنهاء الموقف المتفرج من جانب دول الرابطة، مؤكداً أن “آسيان لا يمكن أن تظل ملتزمة الصمت”، في إشارة واضحة إلى وجوب اتخاذ موقف جماعي حازم من المجازر الجارية في غزة. ويأتي هذا الموقف ليعكس خط السياسة الخارجية في ماليزيا تجاه ما يحدث في غزة من انتهاكات يومية.
وفي سياق أوسع، شدد الوزير الماليزي على أن آسيان يجب أن تُفعل صوتها في القضايا العالمية، لا سيما حين يتعلق الأمر بالعدالة الإنسانية. كما أكد أن تجاهل المآسي يضر بمصداقية التكتل الإقليمي ويقوض دوره كمحور استقرار وتأثير في المنطقة.
موقف ماليزيا من العدوان على غزة
هذا الموقف ليس جديداً على ماليزيا، التي تعد من أبرز المناصرين للقضية الفلسطينية في آسيا. ومنذ اندلاع حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023، قدّمت كوالالمبور أكثر من 10 ملايين دولار كمساعدات إنسانية للقطاع المحاصر، مؤكدة رفضها المطلق لأي تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ارتفاع حصيلة الشهداء وسط صمت دولي
وتأتي هذه التصريحات في وقت بلغ فيه عدد الشهداء في غزة أكثر من 53 ألفاً، معظمهم نساء وأطفال، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، بينهم 3,700 شهيد سقطوا منذ استئناف إسرائيل لعدوانها في مارس الماضي بعد هدنة مؤقتة.
رسالة ماليزيا إلى العالم: كفى صمتاً
وكان وزراء خارجية آسيان قد أعربوا في فبراير الماضي عن “دعمهم الراسخ” لحقوق الشعب الفلسطيني. لكن ماليزيا ترى أن الدعم الكلامي لم يعد كافياً أمام حجم الكارثة الإنسانية التي تتكشف يومياً.
كما أشار حسن إلى أن تجاهل معاناة الفلسطينيين يوازي في خطورته الصمت تجاه أزمات إنسانية أخرى في آسيا. وقد حذر من أن اللامبالاة الجماعية تشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي والدولي على حد سواء.
دعوة ماليزية لكسر حاجز الصمت الإقليمي
رسالة كوالالمبور واضحة: العالم لا يمكن أن يواصل دفن رأسه في الرمال، و”آسيان” باعتبارها تكتلاً إقليمياً مؤثراً، مطالبة بكسر حاجز الصمت واتخاذ خطوات عملية في وجه الظلم المتصاعد بحق الفلسطينيين.
وفي موازاة القضية الفلسطينية، دعا حسن إلى بذل جهود مماثلة لحل النزاعات الأخرى في المنطقة، ومنها الأزمة في ميانمار. كما أكد أن التحديات المتعددة، من النزاعات المسلحة إلى التغير المناخي، تتطلب استجابة جماعية وقيادة حازمة من آسيان.