في ليلة لا تُنسى، عاش الآلاف من سكان باريس لحظات من الفرح العارم بعد أن تُوّج نادي باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه. الفوز الكبير بنتيجة 5-0 على إنتر ميلان أشعل العاصمة الفرنسية من شمالها إلى جنوبها، لكنه لم يخلُ من مشاهد العنف والفوضى.
فرحة الجماهير تجتاح الشوارع وتتحول إلى فوضى
مع إطلاق صافرة النهاية، اندفعت الجماهير إلى شارع الشانزليزيه حاملين أعلام النادي ومرددين الهتافات. لكن المشهد الاحتفالي سرعان ما تحول إلى اشتباكات مع الشرطة، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الحشود. كما تم تحطيم مواقف الحافلات، وأُضرمت النار في سيارتين قرب ملعب حديقة الأمراء.
حديقة الأمراء تتحول إلى ساحة احتفال ضخمة
داخل ملعب حديقة الأمراء، تابع 48 ألف مشجع المباراة على شاشات عملاقة، وعند نهاية اللقاء عمّت أجواء جنونية. قال أحد الحاضرين: “أخيرًا نال سان جيرمان المكافأة بعد سنوات من الإحباط”.
الألعاب النارية تضيء السماء وبرج إيفل يتزين بالألوان
وفقاً لتقرير BBC، لم تقتصر الاحتفالات على الملعب فقط. في شوارع العاصمة، أطلق المشجعون الألعاب النارية، ولوّحوا بأوشحة الفريق من نوافذ السيارات. وأضيء برج إيفل بألوان النادي الزرقاء والحمراء، فيما غص شارع ريفولي بالمحتفلين بالقرب من متحف اللوفر.
غياب مبابي لا يمنع الفرحة.. وتكريم رسمي في الإليزيه
رغم أن كيليان مبابي لم يعد ضمن صفوف الفريق، عبر كثير من الجماهير عن تقديرهم لما قدمه في السنوات الماضية. ومن جانبه، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس ماكرون سيستقبل اللاعبين، في حين من المتوقع أن يجوب الفريق شارع الشانزليزيه في استعراض جماهيري.
الشرطة تسيطر.. والوزير يندد بـ”البرابرة”
نشرت السلطات 5400 شرطي لتأمين العاصمة خلال الاحتفالات. وأكد وزير الداخلية برونو ريتايو على اتباع سياسة “عدم التسامح مطلقًا” تجاه الفوضى. كما ألقت الشرطة القبض على أكثر من 130 شخصًا بعد منتصف الليل، فيما دعا اللاعب عثمان ديمبيلي إلى الحفاظ على الطابع الاحتفالي وعدم تخريب المدينة.
إشادة بدوي وإنريكي.. وباريس تكتب التاريخ
نال اللاعب ديزريه دوي إشادة واسعة بعد تسجيله هدفين في النهائي، واعتبره كثيرون النجم الأبرز في المباراة. كما أثنى المشجعون على المدرب لويس إنريكي، واعتبروه المسؤول الأول عن هذا الإنجاز، إذ نجح في تغيير أداء الفريق ووضعه على طريق المجد الأوروبي.
فوز باريس سان جيرمان بلقب دوري الأبطال لم يكن مجرد انتصار كروي، بل لحظة تاريخية تحولت فيها شوارع العاصمة الفرنسية إلى مسرح للاحتفال والفخر الوطني، رغم ما شابها من توترات. ويبدو أن النادي، بعد سنوات من الانتظار، كتب اسمه أخيرًا في سجل الأبطال الأوروبيين.