صوت 14 من أعضاء مجلس الأمن لصالح مشروع قرار يطالب بـ”وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار” في غزة، لكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) مساء الأربعاء لتعطيل القرار، وفقًا لما ورد في تقرير رويترز.
واشنطن تبرر الفيتو وتهاجم حماس
قالت القائمة بأعمال السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، إن القرار لم يدن حماس أو يطالبها بالتخلي عن السلاح ومغادرة غزة. وأضافت أن تبني القرار كان سيقوض جهود الوساطة الأميركية لوقف إطلاق النار.
انتقادات دولية لموقف إسرائيل
انتقدت بريطانيا توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية وتقييدها للمساعدات الإنسانية، واصفة ذلك بأنه “غير مبرر وغير متناسب”. في المقابل، رفض السفير الإسرائيلي داني دانون القرار، متهمًا الدول الداعمة له بـ”الاستسلام للإرهاب”.
كما وصفت حماس الفيتو بأنه دليل على “الانحياز الأعمى” للإدارة الأميركية تجاه إسرائيل، معتبرةً أنه يعمق معاناة المدنيين في القطاع المحاصر.
تصاعد القصف وسقوط ضحايا
واصلت إسرائيل هجماتها على غزة، حيث أفادت السلطات الصحية بسقوط 45 قتيلًا يوم الأربعاء وحده. في المقابل، قالت إسرائيل إن أحد جنودها قُتل في الاشتباكات.
وفي تطور ميداني جديد صباح الخميس، خلف القصف الإسرائيلي شهداء وجرحى جدد، حيث استهدفت طائرات مسيّرة خيام نازحين في منطقة مواصي خان يونس، مما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين بينهم أطفال، وإصابة 15 آخرين. كما استشهد 3 مدنيين في قصف استهدف مخيم الشاطئ، بينهم طفل ورجل مسن، ووصفت مصادر طبية بعض الإصابات بأنها حرجة.
وفي مدينة دير البلح، استشهدت طفلة في قصف آخر، بينما سُجلت إصابات متعددة في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة نتيجة غارة أوقعت شهداء من الأطفال والنساء. وتشير التقديرات إلى أن 60 فلسطينيًا استشهدوا خلال 24 ساعة فقط في مناطق متفرقة من القطاع، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
#شاهد | أم تتحدث عن فرحة أطفالها بشراء ملابس العيد قبل استشهادهم في قصف الاحتلال خيمة نازحين بالمواصي غرب خانيونس pic.twitter.com/ErLdVQdRjg
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 5, 2025
توزيع المساعدات يتعثر رغم المبادرات
استؤنفت بعض شحنات المساعدات بقيادة الأمم المتحدة في 19 مايو، لكن توزيعها يواجه تحديات بسبب القيود الأمنية والانقسامات حول الجهات المنفذة. كما أطلقت الولايات المتحدة وإسرائيل مبادرة بديلة عبر “مؤسسة غزة الإنسانية”، التي توظف شركات أميركية خاصة لتوصيل المساعدات في “مواقع توزيع آمنة”.
ترفض الأمم المتحدة وشركاؤها التعامل مع مؤسسة غزة الإنسانية، معتبرين أنها غير محايدة وتستخدم المساعدات لأهداف عسكرية وتُجبر المدنيين على النزوح.
الأمم المتحدة تدعو لرفع القيود فورًا
ناشد منسق الإغاثة الأممي، توم فليتشر، السماح بإيصال المساعدات عبر جميع المعابر، دون تأخير أو قيود. وقال:
“كفى استخدام الغذاء كسلاح. افتحوا المعابر، واتركوا قوافلنا تمر لإنقاذ الأرواح.”
الجمعية العامة تستعد للتصويت على قرار مماثل
يتوقع دبلوماسيون أن يُطرح مشروع قرار شبيه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث لا تملك أي دولة حق النقض. ومن المرجح أن يحظى المشروع بالموافقة، رغم أن قرارات الجمعية العامة تظل رمزية وغير ملزمة.
استمرار المعاناة وسط عجز دولي
رغم الجهود الدبلوماسية ومحاولات التهدئة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، لا تزال المعاناة الإنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، وسط تصعيد عسكري مستمر ومواقف دولية متباينة تعرقل الوصول إلى حل دائم.
هل يتحرك المجتمع الدولي بشكل أكثر فاعلية قبل أن يفوت الأوان؟