أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” بأن مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين اقتحمت صباح اليوم باحات المسجد الأقصى، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، وفق ما أفادت به مصادر لقناة الجزيرة. ويأتي هذا التصعيد في إطار دعوات متكررة من جماعات “الهيكل” المتطرفة لتكثيف الاقتحامات وإقامة طقوس دينية داخل الحرم القدسي، خاصة خلال المناسبات والأعياد اليهودية.
في السياق ذاته، فرضت شرطة الاحتلال قيودًا صارمة على دخول الفلسطينيين إلى المسجد، واحتجزت بطاقاتهم الشخصية عند الأبواب، ما تسبب في تعطيل دخول عدد كبير من المصلين.
استمرار الانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية
لم تقتصر اعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى فقط، بل امتدت إلى أماكن دينية مسيحية في القدس المحتلة. وأظهرت تسجيلات مصورة لحظات اقتحام مجموعة من المستوطنين للحي الأرمني داخل البلدة القديمة، حيث اعتدوا على دير الأرمن، وحاولوا إهانة الرموز المسيحية في ظل صمت وتجاهل من شرطة الاحتلال.
كما شملت الاعتداءات تنفيذ بلدية الاحتلال عمليات هدم في حي البستان ببلدة سلوان، طالت منزلين تقطنهما عائلتان مقدسيتان، ما أدى إلى تشريد تسعة أفراد، وسط استمرار سياسة التهجير القسري.
تصعيد خطير في الضفة الغربية
في الضفة الغربية، تشهد مدن وقرى فلسطينية تصعيدًا متزايدًا من قبل المستوطنين. كما تحولت بعض القرى إلى ما يشبه “المعتقلات” نتيجة توسع البؤر الاستيطانية التي تعزل التجمعات الفلسطينية عن بعضها البعض.
وفي هذا السياق، هاجم عشرات المستوطنين بلدتي دير دبوان وبيتين شرق رام الله، ما أسفر عن إصابة أكثر من 35 فلسطينيًا بجروح وحروق نتيجة إشعال النار في منازلهم ومركباتهم ومحاصيلهم الزراعية، بحسب رئيس بلدية دير دبوان.
حصار واعتداءات على المدنيين
أفادت مصادر محلية أن الهجوم تخلله حصار لعائلات داخل منازلها. في الوقت ذاته، أغلقوا شارع الستين الحيوي شرق رام الله، ما عطل حركة التنقل بالكامل. إضافة إلى ذلك، رشقوا مركبات الفلسطينيين بالحجارة، مما تسبب في تحطيم زجاج عدد منها. وأدى إلى حالة من الهلع والذعر بين السكان، خاصة الأطفال والنساء.
وفي بلدة المغير، تكرر المشهد ذاته، حيث هاجم المستوطنون السكان تحت حماية قوات الاحتلال. وقد تصدى الأهالي للاعتداء بالحجارة، في محاولة لحماية ممتلكاتهم من التخريب والحرق.
اقتحامات واعتقالات في نابلس وبيت لحم
بالتزامن، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم بلاطة والمنطقة الغربية من مدينة نابلس، ترافقت مع تحليق طائرات استطلاع ودوي انفجارات في محيط المخيم.
كما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداهمات في قرية المغير شمال شرقي رام الله، واعتقلت عددًا من الأسرى المحررين. في الوقت نفسه، اقتحمت القوات بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، ونفذت عمليات تفتيش في منازل المواطنين. كذلك، شهدت بلدة عورتا القريبة من نابلس اقتحامًا مفاجئًا، حيث خربت القوات عددًا من الممتلكات العامة والمحلات التجارية.
حصيلة ثقيلة للانتهاكات بالضفة والقدس
وفق إحصائيات فلسطينية، أدت هذه الاعتداءات المستمرة إلى استشهاد أكثر من 967 فلسطينيًا، وإصابة ما يزيد على 7 آلاف آخرين، فيما تجاوز عدد المعتقلين 17 ألفًا في الضفة الغربية والقدس منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023.
مجازر مستمرة في غزة بدعم أميركي
في النهاية، وتزامنًا مع هذه التطورات، تواصل إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة تنفيذ حرب إبادة في قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح، أغلبهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة.