سجّلت الأسواق الآسيوية ارتفاعًا ملحوظًا صباح الإثنين، بالتزامن مع تراجع طفيف في قيمة الدولار، وذلك في ظل تفاؤل المستثمرين ببيانات الوظائف الأميركية وبدء محادثات جديدة بين واشنطن وبكين تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية.
بيانات أميركية تبعث الثقة في السوق
أنهت وول ستريت تعاملات الجمعة على ارتفاع قوي، وذلك بعد صدور بيانات التوظيف الأميركية التي جاءت أفضل من المتوقع. هذا التحسن ساهم في تهدئة المخاوف بشأن تأثير السياسات التجارية المفاجئة التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب. في المقابل، سجلت الأسواق الآسيوية مكاسب متفاوتة، حيث ارتفع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.9%، وصعد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.8%، بينما أضاف مؤشر CSI300 الصيني 0.2%. أما الأسواق الأسترالية، فقد بقيت مغلقة بسبب عطلة رسمية.
تفاؤل حذر في أوروبا وأميركا
رغم الأجواء الإيجابية في آسيا، أشارت العقود الآجلة لمؤشر Euro Stoxx 50 إلى انخفاض محتمل، كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.2%، وسط ترقب المتداولين للتطورات السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة، خاصة بعد نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس بسبب احتجاجات على سياسات الهجرة.
الدولار يتراجع أمام العملات الرئيسية
شهد الدولار انخفاضًا بنسبة 0.3% أمام الين الياباني ليصل إلى 144.46 ين، بعد قفزة بنسبة 0.9% يوم الجمعة. كما ارتفع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.1417 دولار، وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3% إلى 1.3553 دولار.
محادثات أميركية صينية تركز على المعادن الحيوية
ينتظر المستثمرون اجتماعًا حاسمًا في لندن بين كبار المفاوضين التجاريين من الولايات المتحدة والصين، حيث يُتوقع أن تركز المناقشات على إنتاج وتجارة المعادن الحيوية، وهي مواد تهيمن الصين على سلاسل توريدها.
وقد أكد الرئيس ترامب أن الوفد الأميركي سيضم وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري جيميسون غرير، بينما سيرأس نائب رئيس الوزراء الصيني، هو ليفنغ، الوفد الصيني.
تباطؤ في الاقتصاد الصيني رغم التفاؤل
ورغم الأجواء الإيجابية، أظهرت تقارير اقتصادية أن نمو الصادرات الصينية تراجع في مايو إلى أدنى مستوى خلال ثلاثة أشهر. كما تفاقمت الضغوط الانكماشية في أسعار المصانع، في إشارة إلى استمرار تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد الصيني.
الأنظار تتجه نحو بيانات التضخم الأميركية
ومن المنتظر صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة يوم الأربعاء، والتي ستؤثر على التوقعات بشأن خفض محتمل في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. ويأتي ذلك بينما يدخل الفيدرالي “فترة الصمت” قبل قراره المرتقب في 18 يونيو.
توازن دقيق بين التفاؤل والمخاطر
علق جيف نغ، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي في آسيا لدى SMBC، قائلاً إن الأسواق تشهد “ثروات متباينة” هذا الأسبوع، حيث يتوازن التفاؤل بشأن تحسن العلاقات التجارية ونمو الاقتصاد الأميركي، مع القلق من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في كاليفورنيا.
في الختام، تعكس تحركات الأسواق الآسيوية وتراجع الدولار حالة من التفاؤل الحذر لدى المستثمرين، وسط ترقب لنتائج المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ومع صدور بيانات اقتصادية متباينة من الجانبين، يبقى التوازن بين الآمال والمخاوف هو العنوان الأبرز لبداية هذا الأسبوع الاقتصادي العالمي.