يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عملياته العسكرية في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس، وبلدة جبع جنوب جنين، في ظل حصار مشدد على الضفة الغربية لليوم السادس على التوالي.
اجتياح متواصل في نابلس
اقتحمت قوات الاحتلال مخيم بلاطة لليوم الثاني، منتشرة في أزقته وحاراته. وبحسب شهود عيان، حولت القوات منازل مدنيين إلى ثكنات عسكرية، وداهمت عشرات المنازل، واعتقلت عددًا كبيرًا من الفلسطينيين، تم نقلهم للتحقيق الميداني. كما أجبر الاحتلال نحو 14 عائلة على النزوح قسريًا من منازلها داخل المخيم، فيما فجر الجيش مشغلاً للحدادة في محيط المنطقة، واستمرت أصوات الانفجارات بشكل متقطع.
إصابات واعتداء على الطواقم الطبية
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الطواقم الطبية تعاملت مع 16 إصابة في مخيم بلاطة نتيجة العدوان المستمر. فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن جنود الاحتلال احتجزوا طواقمه في حارة الحشاشين، واستولوا على مفاتيح سيارة الإسعاف.
تصعيد في قرى وبلدات الضفة
في اللبن الشرقية جنوب نابلس، استولت القوات الإسرائيلية على مبنى سكني ونشرت حواجز عسكرية على المداخل، مما أدى إلى شلل في الحركة. كما واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في بلدة جبع جنوب جنين، حيث أغلق البلدة ونفذ حملات تفتيش واسعة، باستخدام عربات مدرعة من نوع “إيتان”، مع فرض حظر تجول صارم.
اقتحامات واعتقالات جماعية
فجر الخميس، شنت قوات الاحتلال اقتحامات واسعة شملت مدينة رام الله، وبلدة العساكرة في بيت لحم، إلى جانب اعتقالات طالت العشرات من الفلسطينيين. هذا التصعيد يأتي ضمن عدوان مستمر منذ 21 يناير/كانون الثاني على مخيمات جنين وطولكرم.
الضفة الغربية تحت الحصار
يفرض الاحتلال حصارًا خانقًا على الضفة الغربية منذ هجومه الأخير على إيران، مما حول مدنها وقراها إلى سجن مفتوح. فقد تم إغلاق الطرق الرئيسية، وتعطلت الحياة اليومية للفلسطينيين، في ظل تصعيد أمني خطير ومتواصل.
إبادة مستمرة في غزة وتواطؤ دولي
منذ 7 أكتوبر 2023، ينفذ الاحتلال إبادة جماعية في قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 185 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، مع آلاف المفقودين ومجاعة تهدد حياة المدنيين. وفي الوقت نفسه، تصاعدت اعتداءات الجيش والمستوطنين بالضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 979 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفًا و500 فلسطيني.
في النهاية، يستمر التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية بشكل يومي، حيث يتحول اقتحام مخيم بلاطة إلى نموذج صارخ لانتهاك حقوق الإنسان. هذا التصعيد يشكل جزءًا من سياسة أوسع لتضييق الخناق على الفلسطينيين في كل من الضفة وغزة، وسط صمت دولي مقلق وتجاهل للقرارات الدولية.