في خطوة تُعد تطورًا لافتًا في مساعي إعادة دمج الاقتصاد السوري بالنظام المالي العالمي، أعلن محافظ مصرف سوريا المركزي عبد القادر حسرية، أن البلاد نفذت هذا الأسبوع أول تحويل مصرفي دولي مباشر عبر نظام سويفت (SWIFT) منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل 14 عامًا.
تفاصيل المعاملة البنكية
وأوضح حسّريّة، في تصريح خاص لوكالة “رويترز” من العاصمة دمشق، أن التحويل تم يوم الأحد من بنك تجاري سوري إلى بنك في إيطاليا، مؤكدًا أن العملية تمت بنجاح.
وقال حسرية إن الباب بات الآن مفتوحًا أمام مزيد من المعاملات المصرفية المشابهة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تفتح الطريق لاستئناف العلاقات المالية مع البنوك الأجنبية. ويأتي هذا التطور بعد سنوات طويلة من العزلة المصرفية والقيود المفروضة على النظام المالي السوري، مما يعزز الآمال بعودة تدريجية للتواصل المالي الدولي.
أهمية الخطوة لسوريا
يمثل هذا التحويل المصرفي لحظة مفصلية في مساعي سوريا لاستعادة روابطها المالية مع الخارج، إذ يعكس تقدمًا تدريجيًا نحو رفع بعض العقبات التقنية والمالية التي فرضتها العقوبات الغربية خلال سنوات النزاع.
كما تعتبر إمكانية الوصول إلى نظام سويفت العالمي أمرًا ضروريًا لتسهيل التحويلات التجارية، وجذب الاستثمارات، ودعم التجارة الخارجية التي تأثرت بشدة بفعل الحرب.
خلفية: نظام SWIFT ودوره
نظام سويفت هو شبكة دولية للمدفوعات يتم استخدامها لتحويل الأموال بين البنوك حول العالم بشكل آمن وسريع. وقد كانت البنوك السورية محرومة من استخدام هذا النظام منذ فرض العقوبات الغربية بسبب الحرب.
توقعات المرحلة المقبلة
من المتوقع أن يشجع هذا التطور الشركات السورية على توسيع عملياتها التجارية مع الأسواق الخارجية، لا سيما في ظل الاهتمام بإعادة الإعمار وتخفيف العزلة المالية تدريجيًا.
لكن في الوقت ذاته، تظل قدرة سوريا على توسيع هذه المبادرة مرهونة بمواقف الدول الغربية، واستمرار العقوبات المفروضة على مؤسسات ومصارف سورية.
خطوة أولى نحو الانفتاح المالي الدولي
يمثل استئناف سوريا لاستخدام نظام سويفت الدولي خطوة رمزية لكنها مهمة على طريق الانفتاح الاقتصادي وإعادة الاندماج في النظام المالي العالمي. ورغم أن الطريق لا يزال طويلًا ومليئًا بالتحديات، إلا أن هذه المبادرة قد تفتح المجال أمام تحولات أوسع في العلاقات المصرفية والتجارية لسوريا مع الخارج، خصوصًا إذا ترافقت مع تخفيف تدريجي للعقوبات وتوسع في الشراكات الدولية.