كشفت وكالة بلومبرغ أن “رومينغ بانغ”، رئيس نماذج الذكاء الاصطناعي في آبل، غادر منصبه مؤخرًا للانضمام إلى شركة ميتا. وتشير هذه الخطوة إلى استمرار مارك زوكربيرغ في استقطاب أبرز الكفاءات لقيادة وحدة الذكاء الاصطناعي الفائق الجديدة التي أطلقها مؤخرًا.
خلفية بانغ ومهامه السابقة في آبل
قاد بانغ الفريق المسؤول عن تدريب النماذج الأساسية التي تشغل تقنيات “Apple Intelligence”، إلى جانب ميزات الذكاء الاصطناعي المدمجة في أجهزة آبل. ورغم هذا، لم تلقَ نماذج الشركة نفس النجاح أو الكفاءة التي حققتها شركات مثل OpenAI، أنثروبيك، أو حتى ميتا نفسها.
في الواقع، تفيد التقارير أن آبل تدرس الاعتماد على نماذج ذكاء اصطناعي من أطراف خارجية لتعزيز أداء “سيري” في نسختها القادمة.
ميتا تغري أفضل العقول
وفقًا لتقارير بلومبرغ، عرض مارك زوكربيرغ على رومينغ بانغ صفقة مغرية شملت راتبًا سنويًا يقدر بعشرات الملايين، إلى جانب مكافآت مالية كبيرة. هذا الانتقال ليس حالة فردية، إذ سبق بانغ عدد من الخبراء البارزين من Google DeepMind وOpenAI، الذين انضموا إلى ميتا خلال الأشهر الماضية. كما يعكس هذا التوجه رغبة ميتا الواضحة في تعزيز تفوقها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال استقطاب أفضل العقول.
بداية نزيف في وحدة الذكاء الاصطناعي لدى آبل
أفادت مصادر بلومبرغ أن استقالة رومينغ بانغ قد تمثل بداية سلسلة من الانسحابات داخل وحدة الذكاء الاصطناعي في آبل. كما تواجه هذه الوحدة تحديات متزايدة في تطوير نماذج قوية وقابلة للتطبيق العملي على نطاق واسع.
رهانات زوكربيرغ على الذكاء الاصطناعي الفائق
تهدف ميتا حاليًا إلى تطوير نموذج Llama 5، الذي يعتبر من أكثر نماذجها طموحًا حتى الآن. ومن خلال استقطاب خبرات جديدة مثل رومينغ بانغ، تأمل الشركة في تعزيز قدراتها التقنية. كما تهدف هذه الجهود إلى بناء ذكاء اصطناعي يعمل محليًا على الأجهزة المحمولة، دون الحاجة إلى اتصال دائم بالسحابة. وبهذا، يمكن تحسين الخصوصية بشكل أكبر، مع تسريع الأداء وتقديم تجربة استخدام أكثر كفاءة.
زوكربيرغ يستثمر في العقول
من خلال ضم بانغ، تضيف ميتا إلى فريقها خبيرًا متمرسًا في تطوير النماذج الخفيفة والمصممة للعمل مباشرة على الأجهزة المحمولة. ويُعد بانغ جزءًا من سلسلة من التعيينات البارزة التي أجراها زوكربيرغ، بما في ذلك أسماء من شركات رائدة مثل Google DeepMind، وOpenAI، وSafe Superintelligence.
انتقال يغير قواعد اللعبة
رحيل رومينغ بانغ من آبل وانضمامه إلى ميتا لا يُعد مجرد انتقال وظيفي عادي، بل يعكس تحولات استراتيجية أعمق في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي. فبينما تواجه آبل تحديات في تطوير نماذجها الخاصة، تتحرك ميتا بخطى واثقة لبناء منظومة ذكاء اصطناعي فائق تقود بها الجيل القادم من الابتكارات.
في النهاية، يبدو أن الصراع على العقول أصبح العامل الحاسم في سباق السيطرة على مستقبل التكنولوجيا. ومن المرجح أن نشهد في الشهور المقبلة تحولات أكبر داخل كبرى شركات وادي السيليكون.